لأول مرة منذ عقود الأموات لن يشاركوا في الانتخابات


في الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر القادم لن يشارك الأموات  , و على الأرجح أنهم لن يشاركوا حتى في الانتخابات الرئاسية , و سوف تحذف أسمائهم من اللوائح الانتخابية , هذا ما صرح به وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور ماجد عثمان الذي قال أن الكشوف الانتخابية السابقة لم تكن دقيقة وكانت تضم عددا كبيرا من الأموات .

إذن و بعد عقود من حسمهم للانتخابات بالنسبة الشهيرة 99% قررت الحكومة الجديدة أن تخرج الأموات من قوائم الانتخابات , دون حتى أن تأخذ رأي هذه الفئة التي طالما آمنت بالديمقراطية و أهمية الانتخابات حتى أن نسبة مشاركتهم في كل الانتخابات كانت تتجاوز 100% فموتهم لم يكن حائلا بينهم و بين صناديق الاقتراع بالعكس فان الأغلب الأعم من المواطنين كانوا لا يشاركون في الانتخابات إلا بعد مماتهم .
أنا أذكر كيف تحدث سيء الذكر عادل إمام في مسرحيته الزعيم عن نظرية الوفاء الجماهيري , و النظرية هذه تفسر كيف أن المواطنين يعبرون عن حبهم للزعيم الخالد حتى بعد وفاتهم فتظل أسمائهم في اللوائح الانتخابية و توضع أوراق انتخابية تعبر أن آرائهم الداعمة للنظام و هذا الأمر جعلني أفكر ما هذا الخطأ التاريخي الذي ستقدم عليه حكومة الثورة حكومة عصام شرف.
فقرار حكومة شرف هذا غير ديمقراطي و يجب أن نقف كلنا ضده , فالمشكل لم يكن أبدا رأي الأموات فهم من أمثالنا لكن كما يقال سبقونا و هم السابقون و نحن اللاحقون , لكن المشكل في من كان يضع أوراقهم في الصناديق , و اليوم و بعد الثورة و بما أننا نعيش في نظام ديمقراطي المطلوب ليس إلغاء هذه الفئة من المجتمع و هذا ما يجب أن نعتبره غير ديمقراطي بالمرة , بل  المطلوب  أن تقام لجان انتخابية في المقابر و يترك لهؤلاء الفئة أن تعبر عن رأيها كما الأحياء من أبناء الشعب بحرية لم ينعموا بها وهم أحياء فكيف نحرمهم منها وهم أموات !  أو لم يشارك الكثير منهم في الثورة ?
ياسر محمد منصور

ليست هناك تعليقات :