رشيد نيني و إبراهيم عيسى وواشنطن


منذ أن اعتقل الصحافي المغربي رشيد نيني قبل أكثر من شهرين و أنا أتذكره كلما رأيت الزميل الصحفي إبراهيم عيسى في قناته الجديدة التحرير و هو يستعد لإطلاق تجربته الصحفية الجديدة جريدة التحرير أيضا , كل تحرير في تحرير ,  المهم أن الرجل يذكرني بالصحفي المغربي الذي احتجز على خلفية مقال قيل أنه مس قيادات أمنية مغربية كبيرة , و التجربة هذه عاشها إبراهيم عيسى بالحرف فقد اعتقل الصحفي الكبير بعد نشره خبر عن تدهور صحة مبارك لكن و بعد ضغوط خارجية   مورست على رئيس العصابة المخلوع عاد و تراجع عن قراره و قرر  ' العفو ' عن عيسى , لم يأت القرار لعيون الصحفي المصري المشاغب و لو ترك القرار لمبارك لتركه في السجن إلى أن يقضي الله أمرا كان مقدرا له أن يكون مفعولا يوم 25 يناير من هذا العام.


و أنا أفكر بكتابة المقال تحدثت مع صديق مغربي أخبرني أن نيني لم يكن يهاجم الملك أو النظام كما هو سائد بل فاجئني حين قال أنه كان حتى ضد حركة 20 فبراير و هاجمها علانية في مقالاته , فقررت أن لا أتذكر رشيد عندما أشاهد عيسى مرة أخرى ,  ثم قلت ما هذه الروح غير الديمقراطية أو ليس الرجل حرا في قول ماشاء و فعل ما شاء و تذكرت مقولة فيلسوف فرنسي من عصر الأنوار ' قد أختلف معك في الرأي لكني مستعد أن أدفع حياتي ثمن لحريتك في قوله ' , حينها أدركت أن هذا ما يريده هؤلاء المتسلطين فوق رؤوسنا , انه حلمهم الدائم الذي يصحون و ينامون عليه , و هو أن نتلهى بأنفسنا و ننسى أن هناك مجموعة عصابات تسرق و تعبث في الأرض فسادا , كأن تقدم لك دستور جديد و تلمعه بجميل العبارات تم يتم السكوت عن أموال المغرب المسروقة و كأن مهمة الدستور أن يضمن استمرار النهب , حينها ادركت أنه  من الأولى لنا أن نقف في وجههم على أن نتلهى ببعضنا .

أعود للخبر الذي قرأته في صحيفة المساء و التي يعد رشيد نيني مديرها المعتقل , فقد قالت الصحيفة  إن نيني فقد وزنه ، وحالته الصحية تدهورت بفعل اعتصامه بعد منعه من رؤية ابنته التي لم يرها منذ شهرين , اضافة الى امتناعه عن الخروج إلى باحة السجن منذ  17 يوما , و الحل لهذه المحنة , محنة الحريات في المغرب فالأمر لن يقتصر على نيني اذا استمر السكوت, ليس في القضاء أو مناشدة النظام الحل لكل هذا هو السعي للضغط على النظام من الخارج عن طريق إحراجه أمام الرأي العام العالمي عن طريق منظمات حقوق الإنسان و وسائل الإعلام العالمية , فالتجارب كل التجارب  مع مثل هذه الأنظمة علمتنا أنها تمطر في الرباط  فقط إذا غيمت السماء في واشنطن.
ياسر محمد منصور

ليست هناك تعليقات :