بينما كان سعد الدين الحريري على يخته في فرنسا غير مبال بما يجري في بيروت , شهدت الأخيرة خروجه المؤقت من الحياة السياسية إلى أن تعيده انتخابات 2013 إذا فاز و فريقه فيها بأغلب مقاعد البرلمان و هو أمر صعب مع اتساع رقعة المعارضين له خصوصا في الطائفة السنية حيث يستمد زعامته.
على مشهد مغادرة نواب 14 آذار لقاعة مجلس النواب بدء نواب الأكثرية الجديدة في التصويت على منح الثقة لحكومة نجيب ميقاتي الثانية , فقال بعضهم أمنح الثقة و البعض الآخر منح ثقة كبيرة و نالت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي الثقة بأغلبية 68 صوتا مع امتناع النائب روبير غانم عن التصويت و هو الوحيد الذي لم يغادر القاعة من فريق 14 آذار .
الجلسة الثالثة كانت سريعة و هادئة و أبرز ما تخللها كان هجوم النائب نواف الموسوي على المحكمة الدولية و اتهامه للعقيد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بتسريب أسماء المتهمين من الحزب للإعلام , بالإضافة لكلمة شاملة لرئيس الوزراء الجديد و التي وضع فيها النقط على الحروف و رد على كل ما قيل في الجلسات السابقة.
نجيب ميقاتي أشار في كلمته للمجلس النيابي إلى أن ' بعض الكلمات حملتني افتراءات ' ، و أوضح انه ' اذا كانت الحكومة ترحب بالنقد البناء فانه لا يمكنها أن تشاطر رأي من ذهب إلى حد الإيحاء بأن حكومتنا مسؤولية عن كل ما عانته الدولة منذ سنين، وقد تجاهل بعض هؤلاء أنهم كانوا ممسكين بالسلطة على مدى أعوام ' في غمز من قناة تيار المستقبل ، مؤكدا أن ' ذلك لا يمكن أن يعني تهربا من المسؤولية والانكفاء عن مواجهة التحديات ' , و رد على كل النقاط الأخرى الخاصة بالمحكمة بشكل أنيق و مقنع مما أدى إلى استفزاز رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الذي قاطع كلمة ميقاتي مراة عديدة خصوصا عندما أخرج الأخير قلمه أثناؤ القائه الكلمة وخاطب السنيورة قائلا أنت الذي تكتب بقلم رصاص أما أنا فأكتب بقلم حبر .
في لبنان حكومة جديدة و أمامها تحديات عديدة و أهمها منع حرب أهلية تطل برأسها و تكاد تكون وشيكة خصوصا مع حجم التحريض المذبهي و الطائفي التي تساهم فيه بقدر كبير قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان , حما الله لبنان و أهله مما يحضر لهم .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق