قال عدد من المراقبين للانتخابات المغربية أن دعوة الناشطين في حركة
20 فبراير المعارضة لمقاطعة الانتخابات قد حققت أكلها , حيث أن نسبة الاقتراع لم
تتجاوز حتى السابعة من مساء اليوم الجمعة حاجز 20% , و هو ما يعني أنها أقل نسبة مشاركة في تاريخ
الانتخابات المغربية على مدار عشرات السنوات , و تعد نسبة التصويت هذه ضربة قوية
للملك شخصيا و إصلاحاته الدستورية التي لم تشعر المغاربة أن هناك تغييرا حقيقا قد
حصل في الحياة السياسية يجعلهم ينزلون للاقتراع بقوة كما حصل في تونس مثلا .
و لكن و بحسب وزارة الداخلية المغربية فان الناخبين المغاربة صوتوا
اليوم الجمعة 25 نوفمبر بنسبة 45 في المائة و هو رقم مضحك جدا للمغاربة ,
حيث أوضح بيان صادر عن الوزارة أن عملية التصويت التي تواصلت إلى حدود الساعة السابعة في جميع مناطق
المملكة من أجل انتخاب أعضاء مجلس النواب للولاية التشريعية المقبلة قد جرت في
ظروف طبيعية .
هذا و ينظر المغاربة إلى نتائج وزارة الداخلية بريبة شديدة نظرا لما
تضمه من زيادة كبيرة عن النسبة الحقيقية
للتصويت , و يعزى هذا الأمر إلى احتساب تصويت عدد كبير من الأموات كما و عدد آخر
من المغاربة المقيمين في الخارج , و عادة ما يتم إدخال أوراق هؤلاء في صناديق
الاقتراع عن طريق اقتراع طرف ثاني باستعمال أسمائهم و تتم هذه العملية لصالح
الأحزاب المدعومة من الملك و المخزن و هو ما سيعني أن هذه الأحزاب ستكتسح النتائج
التي من المقرر إعلانها في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل اليوم الجمعة .
و عادة ما يراهن ملك المغرب في الانتخابات البرلمانية
على تشتت الأصوات بين عدة أحزاب مما يزيد سيطرته على الوضع السياسي في البلد و على
الحكومة المنبثقة عن البرلمان , و ذلك بسبب أن التحالفات التي تشكل الحكومة في مثل
هذه الحالات عادة ما تكون مكونة من 5 أحزاب أو أكثر مما يجعل القرار السياسي فعليا
في يد الملك , و من غير المتوقع أن تخرج نتائج الانتخابات المغربية اليوم عن هذا
السيناريو .
جدير بالذكر أن الانتخابات تجري وسط خوف
حقيقي لدى ملك المغرب محمد السادس من فوز حزب العدالة و التنمية الإسلامي المعارض
و هو ما سيعني حسب الدستور الجديد رئيس وزراء من الحزب الإسلامي الذي لا يدين
بالولاء للملك بشكل كامل , و قد أقام الملك في إطار سعيه لمنع الحزب من الحصول على
الأغلبية داخل البرلمان عدة تحالفات انتخابية من بينها تحالف عدة أحزاب سمي G8 و تحالف آخر من الأحزاب المشكلة
للحكومة , كما قام بوضع جميع إمكانيات الدولة تحث تصرف
حزب الأصالة و المعاصرة الذي يوصف عادة بأنه حزب الملك في المغرب .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق