![]() |
الثورة السورية في مفترق طرق خطير |
هناك اتجاه ثنائي من جانبي المعارضة و النظام
السوريين لإسقاط المسعى العربي و إفشاله ما قد يقود إلى إشعال حرب أهلية حقيقية في
البلد المنقسم مناطقيا و طائفيا بشكل عمودي حاد , خصوصا أن النظام السوري بوحشيته و دمويته استطاع خلال 8 شهور هي عمر الثورة السورية أن يصل معها الى حالة
توازن قوة حقيقي , حيث أنه لم يستطع من جهة القضاء عليها أو إيقاف التظاهرات لكنه
في المقابل لم يستطع إقناعها بالحوار على أساس برنامجه الإصلاحي الذي بقي حبرا على ورق .
و فيما خضع الاتفاق الجديد الموقع بين نظام
بشار الأسد و جامعة الدول العربية يوم الأربعاء الفائت لأول اختبار عملي حقيقي على
الأرض يوم أمس الجمعة فيما سمي من المعارضة بجمعة ' الله أكبر ' , حين خرجت تظاهرات
شعبية غفيرة أعادت التذكير بالشهور الأولى للحراك في عدد من المدن السورية , و حصدت بحسب نشطاء
في المعرضة أزيد من 23 قتيلا , هذا فيما نفت السلطات السورية سقوط أي قتيل
كعادتها , و عرف يوم الجمعة أيضا اعلان وزارة الداخلية السورية لأول مرة العفو عن كل
من يسلم سلاحا خلال مهلة أسبوع تبدأ من اليوم السبت , و لم يمضي وقت طويل حتى ردت واشنطن على المسعى بدعوة
المسلحين الى عدم تسليم أنفسهم خوفا من التعرض للقتل أو الاعتقال و أضافت واشنطن
أنها ' لا تشجع أحدا على تسليم نفسه للسلطات السورية حاليا ', و يشي هذا الموقف بأن
أميركا تدير بشكل ما الصراع المسلح في سوريا .
الجامعة العربية من جهتها ظلت صامتة كعادتها
,في حين قال أحمد بن حلي أحد مسئولي الجامعة أن الحل الأساسي يجب أن يكون نابعا من
أطراف الأزمة السورية أنفسهم , و أوضح أن الهدف من المبادرة العربية هو مساندة الحل
السوري الداخلي , و أن احتضان العرب لملف الأزمة السورية جاء لتشجيع و دعم جميع الأطراف السورية
, حكومة و معارضة للوصول إلى حل سلمي ينهي الأزمة المشتعلة منذ شهور .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق