عودة لعهد مبارك ... الأهرام تمنع مقال عبد الرحمان يوسف القرضاوي


في سابقة هي الأولى منذ سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك قامت صحيفة الأهرام المصرية بمنع نشر مقال الشاعر الكبير عبد الرحمن يوسف نجل الشيخ يوسف القرضاوي , هذا و أصدر الشاعر الكبير بيانا بالواقعة و يروي فيه تفاصيل رفض الأهرام نشر مقاله الذي ينتقد فيه الهجوم على ميدان التحرير بقنابل الغاز , و فيما يلي نص البيان :


 ‘ أحب أن أوضح في البداية أن الكتابة بالنسبة للكاتب لا تمثل  ‘ مهنة ‘  يرتزق منها ,  وإنما موقف يعيش له وبه ,  وإنني أمارس الكتابة الفنية و الفكرية لا لأحيا و لكن لأنها بالنسبة لي الحياة ذاتها .

أقول ذلك وأنا أتعرض للمرة الأولى بعد الثورة المصرية العظيمة --- وإن لم تكن الأولى في حياتي بطبيعة الحال --- لحظر نشر مقالتي الأسبوعية في جريدة الأهرام ,  وهي المقالة التي تناولت موقفي من إطلاق قنابل الغاز على ثوار التحرير الذين خرجوا في مظاهرات سلمية مشروعة للدفاع عن ثورتهم التي تكاد تضيع من بين أيديهم .

لقد صغت أفكاري بشكل واضح دون مواربة أو حيل بلاغية لا تحتملها دقة الموقف العصيب الذي يمر به وطننا العزيز ,  وهو ما رأى معه القائمون على أمر النشر في جريدة الأهرام أنه يستحق المنع وعدم الوصول إلى الناس ,  ولا أعرف على وجه الدقة هل كانت هذه رؤية فوقية فرضت فرضا على الأهرام ,  أم أن هناك من هو ملكي أكثر من الملك ومشيري أكثر من المشير ,  فقضى بحرماني من حقي الشرعي في الكتابة والتعبير.

أعتذر لقارئي الأهرام العزيز لأنني لن أستطيع مواصلة الكتابة في هذا المناخ القمعي ,  وأقول بصدق إنني لست نادما على الكتابة للأهرام التي تمثل بالنسبة لي ولكل قارئ مصري أحد أهم المؤسسات الصحفية العريقة في تاريخنا الإعلامي.

لقد سعدت حين عرضت على فكرة الكتابة في الأهرام بعد ثورة 25 يناير في خطوة مهمة من قياداتها بعد الثورة ,  لتجاوز حاجز القمع الذي كان مفروضا في عهد المخلوع على الكثير من الأقلام المعارضة.

هذه السعادة التي ضن القائمون على الأمر في مصر --- أو في الأهرام --- على بها ,  والتي لم يتحملوا أن يدفعوا جزءا يسيرا من فاتورتها في المرحلة الأولى من عمر التجربة .. فكيف بالمراحل اللاحقة؟

وإذا كان وطننا العظيم يعيش الآن لحظة مفصلية في تاريخه الحديث ,  وموجة ثانية من ثورته التي بهرت الدنيا ,  في مطالبتها الحضارية الواعية بالحق في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ,  فإنني أرى أن الخطر الأكبر الذي يحيط بهذه الثورة ربما أكثر من محاولات سرقتها والالتفاف عليها ,  هو خطر تكميم الأفواه والحرمان القمعي من الحق في التعبير ,  وهو الخطر الذي تجاوز في 9 شهور ما أنجزه المخلوع في 30 عاما ,  وامتد ليشمل كتاب الرأي بمقالاتهم حينا وجرائدهم حينا وشخوصهم أحيانا أخرى!
أكرر شكري للأهرام ولقارئها العزيز , و أتمنى لمصرنا الحبيبة مستقبلا حرا كريما , عاشت مصر للمصريين وبالمصريين '




فيما يلي فيديو اليوتيوب لعبد الرحمان يوسف بالأمس و هو يصف عدد المتظاهرين في ميدان التحرير بأنهم 38 مليون ردا على تقدير أعداد المتظاهرين في ميدان العباسية ب 700 ألف في الوقت الذي لم يتجاوز عددهم 20 ألف متظاهر :


ليست هناك تعليقات :