بعد أن تحولت الى إسلامية على أثر رفض القوى
الثورية المشاركة فيها تطرح عدة علامات استفهام حول امكانية أن يقوم المجلس
العسكري الحاكم بالاستجابة لمطالبها و التصديق على قانون العزل السياسي , أو أنه ربما سوف يماطل حتى يصبح ترشيح
اللواء عمر سليمان ساريا و يصبح بعدها القانون بدون أي فاعلية حتى في حال إقراره , و يضع مصيره و مصير البلد في كف عفريت .
و في التحليل للموقف يتضح أن المجلس العسكري
يملك خيارين لا ثالث لهما كما يحاول أن يسوق البعض , فاما يوافق على القانون و يقره بعد
تصديق المشير طنطاوي عليه و يخرج مرشحه اللواء عمر سليمان من السباق الرئاسي و
يحافظ على آخر شعرة مع الشعب , أو أنه , و هذا الأكثر ترجيحا , سيرفض القرار عبر
تحويله الى المحكمة الدستورية و المماطلة في تنفيذه , و هنا يكون المجلس العسكري
قد قطع كل ما تبقى لديه مع الشعب من رابط , و يكون المسمار الأخير قد دق في نعشه و
ربما نعش أعضائه , وتقوم بعدها ثورة ثانية قد لا تكون مختلفة عما يجري و جرى في كل من ليبيا
و سوريا , لا قدر الله .
ففي حالة الرفض أو المماطلة و مع عزم أغلب
القوى و الائتلافات الثورية تنظيم جمعة حماية الثورة الاسبوع المقبل و هي الجمعة
التي سوف تشارك فيها أيضا التيارات الاسلامية, من المنتظر أن تنظم في يوم الجمعة
20 ابريل مليونية حاشدة في ميدان التحرير للمطالبة بعزل الفلول , و قد تكون هذه الجمعة هي البداية
الحقيقية للثورة الثانية ضد المجلس العسكري , فهل يكون المجلس العسكري أذكى من
الجميع و يقر القانون , و يخلي المطالبات بالقيام بورة ثانية يوم الجمعة 20 ابريل من
مضمونها ؟ أم أن الغباء الذي تميز به أدائه خلال السنة و النصف الماضية لن يتغير و
سيقضي بيديه على آخر أمل له في الخروج من السلطة سالما ؟ على أي حال فان أعضاء
المجلس العسكري ربما لم و لن يتعظوا حتى يجدوا أنفسهم في سجن طره الى جانب
أصدقائهم من أعضاء و رموز النظام البائد , لأن العقلية واحدة فلا مانع أن تكون النهاية واحدة أيضا !

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق