أجريت مساء يوم أمس الأربعاء مناظرة رئاسية هي الأخيرة قبل موعد الحسم الرئاسي الفرنسي يوم الأحد 6 مايو المقبل , و قد تميزت المناظرة بين نيكولا ساركوزي و غريمه اليساري فرانسوا هولاند بروح عدائية كبيرة أظهرت حجم المنافسة التي لن تحسمها سوى أصوات قليلة قد تصل الى عشرات الآلاف حسب بعد استطلاعات الرأي التي تعطي أسبقية لهولاند على حساب الرئيس الفرنسي الحالي .
و المقابلة التي أجريت بين ساركوزي و فرانسوا , المرشحين للدور الثاني للانتخابات الرئاسية الفرنسية , أظهرت أن قصر الإليزي أثر كثيرا على سلوك و طبع و أخلاق ساركوزي , حيث أصبح يرى كل شخص أمامه كأنه لا شيء , فالكل بالنسبة له كذاب و منافق و هي عبارات رددها عدة مرات أمام منافسه فرانسوا , أما الأخير فكان هادئا إلى درجة لم يتصورها المواطن الفرنسي , حيث كان يعطي الأرقام و الغلطات و السلبيات التي سقط فيها ساركوزي طيلة أيام حكم وزارته , 10 سنوات وصمها هولند بسنوات الكذب على الفرنسيين و التهاون و النفاق و إتباع خطوات ألمانية متناسيا أنه فرنسي و هذه الأخيرة تختلف عن المانيا شكلا و مضمونا .
و قد أحرج فرنسوا كثيرا ساركوزي و تركه يرتعش و يتململ كالحية الخائفة في مواضيع الضرائب و معاملته للفرنسيين و زيادته للأغنياء ربحا و سلبه المحتاجين بعملية زيادة الضرائب , و في الإقتصاد و التعليم و الهجرة و التقاعد , حيث كان ساركوزي في كل سؤال يهرب من الإجابة و يعمم الأشياء و يعطي أمثلة غريبة لا صلة لها بالواقع الفرنسي , فمثلا ما العلاقة بين فرنسا و الحزب الإشتراكي في إسبانيا و اليونان و ما هي العقلية التي تجمع بين من سكن و تربع على كرسي الرئاسة من الإشتراكيين هناك و المرشح الجديد فرنسوا هولاند ؟
يبدوا أن ساركوزي أراد اللعب كعادته ليستفز فرنسوا بأرقام و بكلام عمومي , فرئيس فرنسا طيلة خمس سنوات و وزير داخليتها لخمس سنوات أخرى لو كان رجل سياسة و متحكم في ما يفعل و يشعر بالمسؤولية التي منحها إياه الشعب الفرنسي لترك فرنسوا منافسه مندهش بالأرقام و القوانين و المواد و البيانات لكي لا يترك له المجال للإستهزاء به أمام المشاهد .
لكن ساركوزي و كما يقول المثل يضرب في الهواء بهراوة و يرتعد , و يعشق المانيا و يمشي وراء أمريكا مغمض العينين و يدعي الشراكة في وقت مرعب و في عالم متحول , فساركوزي مثل صديقه رئيس وزراء إيطاليا لعب و يلعب على أوتار تفريق الفرنسيين و ترهيب المهاجرين و بث نغمة الأديان و تخويف الفرنسيين من الإسلام و كثرة المساجد , هذه الأقوال و الأفعال لا يقولها و لا يقوم بها إلا إنسان فاشل متذبذب في أفكاره مثل ساركوزي .
الكلمة للصناديق و أغلب الظن أن ساركوزي لن يبقى له من متع الحياة بعد يوم الأحد سوى زوجته كارلا بروني ليقضي باقي ايام حياته مستلقيا بجانبها .
bacha kan
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق