شهدت جلسة محاكمة المتهمين في قضية ' موقعة الجمل ' اليوم , و التي خصصت لسماع شهادة القيادي في حزب الحرية و العدالة الدكتور محمد البلتاجي , هجوما حادا عليه من بعض المحامين عن المتهمين , حيث وجه له المحامي سمير الششتاوي كلاما قاسيا قال فيه ' كررت قيادات الإخوان الحديث عن كسر الشرطة مرة و أنكم قادرون علي كسرها عشرات المرات --- خصوصا القيادي الإخواني صبحي صالح --- ألا تستحقون العقاب علي ذلك ؟ ' , فرفض القاضي توجيه السؤال و طلب من البلتاجي عدم الاجابة .
فيما قال المتهم محمد عودة , عضو مجلس الشعب السابق , من داخل القفص للشاهد : ' أنا كنت عضو مجلس الشعب عن دائرة شبرا التي يمثلها البلتاجي الآن لأكثر من 20 عاما , و أستحلفه بالله هل رآني بميدان التحرير يوم موقعة الجمل ' , فقال البلتاجي أنه لم يره , و أضاف البلتاجي أن قوله بأن المتظاهرين اعتلوا أسطح العمارات , يشير إلي أنهم تمكنوا من ذلك عقب فرار البلطجية المعتدين عليهم .
و شدد البلتاجي على أنه لم ير أيا من المتهمين بميدان التحرير , مما استدعي تدخل ممثل النيابة و سؤال البلتاجي عن كون عدم رؤيته للمتهمين ينفي الاتهامات الموجهة إليهم , و هو ما رد عليه البلتاجي بالنفي القاطع .
و بعد انتهاء سماع أقوال الدكتور البلتاجي , قدم للمحكمة ' سي دي ' قال أنه يحتوي مشاهد فيديو من بينها لقطات للشهداء و المصابين الذين سقطوا خلال الأحداث , و وقائع المؤتمر الصحفي للجنة تقصي الحقائق المشكلة من رئيس مجلس الوزراء و حوار مع رئيس اللجنة المستشار عمر مهران .
و أكد البلتاجي أن الفيديوهات تتضمن حوارا مع الفريق أحمد شفيق أكد فيه مسئوليته و متابعته لكافة أحداث ميدان التحرير أيام 2 و 3 و 4 فبراير 2011 , إضافة إلي مقطع بثته قناة الجزيرة عن وقائع القنص التي كانت تقع أعلي كوبري اكتوبر , و آخر لبعض أنصار النظام السابق يحملون صور الرئيس السابق و هم يعتلون أسطح العمارات المواجهة لميدان التحرير و عبد المنعم رياض .
اسمي محمد محمد البلتاجي 49 سنة عضو مجلس الشعب واستاذ مساعد بكلية طب جامعة الأزهر قسم الأنف والأذن والحنجرة , ' حلف اليمين والله العظيم أشهد بالحق ' , كنت متواجدا يومي 2 و3 فبراير الأربعاء والخميس 2011 بميدان التحرير , وكنت في التحرير بصفة شبه دائمة من 29 يناير وحتي ويومي 2 و3 كنت أخرج وأتحرك للمقابلة في محيط الميدان ثم أعود لداخله مرة اخري.
تفصيلك لما حدث يومي 2 و3 فبراير من شروق يوم الأربعاء حتي نهاية الأحداث يوم الخميس؟
ج : وفقا لمشاهداتي الشخصية ومتابعتي لما دار بالميدان اليومين السالفين الذكر وامتدادا لليوم السابق لهما 1 فبراير واستنتاجا للقاءات تمت معي وبين بعض قيادات عسكرية والأمنية ما يتضح أنه كانت هناك نية من النظام السابق وانه كان يرتب لإخلاء الميدان بالقوة في أعقاب خطاب الرئيس السابق الذي أدلي به مساء الثلاثاء 1 فبراير 2011 وكانوا يراهنون علي ان الخطاب سيؤثر سلبا في معنويات المتظاهرين وربما يشكل ضغطا من الرأي العام علي حالة التظاهر والمتظاهرين بميدان التحرير.
في أعقاب الخطاب مباشرة مساء الثلاثاء نزلت مجموعات مدنية لكنها كانت تتحدث بطريقة منهجية منظمة لإقناع المتظاهرين بالخروج من الميدان وإخلائه , ولم يصاحب ذلك أي أعمال عنف ضد المتظاهرين داخل الميدان. في صباح يوم الأربعاء 2 فبراير 2011 طوال وقت الصباح كانت تأتينا اتصالات هاتفية من مواطنين لا نعلمهم خارج الميدان عن تجمعات وحشود في مناطق متفرقة من القاهرة والجيزة , يدعو لها انصار النظام السابق ورجال أعمال للتحرك نحو ميدان التحرير وإخلائه من المتظاهرين بالقوة .
تحديدا كانت هناك تجمعات وفق ما جاءني في المكالمات الهاتفية بميدان مصطفي محمود بالجيزة ثم أعقب ذلك دخول هذه المجموعات لميدان عبد المنعم رياض خلف وأسفل كوبري أكتوبر في اتجاه بد المنعم رياض ودخول كذلك مجموعات مماثلة من شارعي طلعت حرب , وقصر النيل ومن جهة كوبري قصر النيل .
لم أعاين الاشتباكات بعيني لأن مكاني الدائم كان امام المنصة التي تجمع امامها عشرات الآلاف من المتظاهرين بالميدان امام شركة سفير للسياحة , ما بين شارعي محمد محمود والتحرير المؤدي لميدان باب اللوق وكان المتظاهرون الموجودون امام جهة مدخل عبد المنعم رياض ينقلون الأخبار عن دخول مجموعات بلطجية ومأجورين ومجموعات نظامية كانت تتحرك بتعليمات سياسية يرتدون زيا مدنيا إلي جانب المتحف المصري وهذه الأحداث بدأت الساعة الثانية عشرة ظهرا في محاولة لدخول الميدان ودار اصطدام واشتباكات مباشرة بين المتظاهرين داخل الميدان والمجموعات التي تحاول الدخول من جهة عبد المنعم رياض بجوار المتحف المصري , وحاول المتظاهرون دفعهم للخارج سلميا --- ولم أشاهد هؤلاء الأشخاص الذين حاولوا الدخول ولا أستطيع تحديد ما معهم من أدوات لكن تردد أنهم كانوا يحملون أدوات حديدية مختلفة الشكل لإرهاب المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الصمود سلميا امامهم , وبدأت الاشتباكات وحدثت ضحايا وسقط ضحايا من جانب المتظاهرين الذين لم يكونوا يمتلكون شيئا --- ثم بدأوا في تكسير رصيف الشارع لاستخدامه في الدفاع عن أنفسهم ومنع هؤلاء الأشخاص من الدخول للميدان ثم جاءت مجموعة ثانية من المجموعات المنتسبة للنظام من ذات الاتجاه السابق --- لكن هذه المرة تركب الخيول والجمال ومعهم قطع وقضبان حديدية واقتحموا الميدان بعد الظهر تقريبا وحدث هرج ومرج ثم تجمع مجموعة من الشباب واستطاعوا أن يحاصروا راكبي الخيول والجمال وطردوهم وامسكوا ببعض منهم .
ثم حدثت هجمة ثالثة من مجموعات جديدة وبأعداد أكبر جاءت من أسفل كوبري 6 أكتوبر وجاءت معهم سيارات نقل قيل لي إنها سيارات تابعة حكومية محملة بقطع سيراميك ورخام كسر حاد واستخدمت خلال هذه المجموعات للهجوم علي المتظاهرين , وكان طوال الوقت يسقط مصابون من المتظاهرين , وكنا نناشد سيارات الإسعاف للدخول لنقل المصابين وإسعافهم لكن لم تكن هناك استجابة في ذلك الوقت فكنا نحمل المصابين لخارج الميدان حيث يتم نقلهم للمستشفي .
طيلة الوقت كانت تأتي اخبار بأن هناك قتلي من المتظاهرين بطلق ناري لكن كان بشكل متقطع في مدخل الميدان من جهة عبد المنعم رياض .
حوالي الثامنة مساء يوم الأربعاء , جاءت أخبار أن وزير الصحة موجود في مستشفي قصر العيني وبعد ذلك جاءت أخبار ان هناك أكثر من 15 سيارة إسعاف تحركت في اتجاه ميدان التحرير قادمة من شارع قصر العيني وانتظرت دون ان تتقدم اي منها للميدان في الوقت الذي كنا نستشغيث بها لإنقاذ المصابين بالميدان .
الرواية التي أريد تسجيلها يوم الأربعاء أنه في حوالي الواحدة ظهرا , ناداني بعض المرافقين وقال لي إن أحد القيادات الأمنية الذي عرف نفسه علي أنه لواء مخابرات يريد مقابلتي بمكتب سفير للسياحة الموجود بمكان المنصة الخاصة بنا , ودخلت للمكتب السالف الذكر وقال لي إنه اللواء عبد الفتاح ولم يذكر باقي اسمه وما فهمت من حديثه أنه من جهاز المخابرات العامة , وقال لي بعد حواره معي ومع مجموعة من المتظاهرين إنه يطلب منا اخلاء ميدان التحرير منعا لإراقة الدماء , وقال إن لديه معلومات مؤكدة ان مجموعات من أنصار مبارك ستدخل بعد قليل للميدان وهي مجهزة للاشتباك مع المتظاهرين وأنه سيترتب علي ذلك دماء كثيرة فالأولي بنا إنهاء التظاهر والخروج من الميدان حقنا للدماء .
وقلت له يا سعادة اللواء لماذا تسمحون لهم بالمجيء لميدان التحرير , قال هم مواطنون مصريون يريدون أن يعبروا عن تأييدهم للرئيس مبارك وقلت له إذا ضاق بهم ميدان مصطفي محمود الذي كانوا يتجمعون فيه , فامامهم كل ميادين مصر عدا ميدان التحرير , او تفتحوا لهم ستاد القاهرة فهو يتسع لآلاف اذا كانت القضية تعبيرا عن تأييدهم للرئيس السابق مبارك .
قال هم يريدون ان يعبروا في ميدان التحرير مثلكم , ولا أستطيع منعهم , ودار حوار طويل استغرق حوالي ساعة لكن لواء المخابرات استمر داخل مكتب السياحة سالف الذكر حوالي اربع او خمس ساعات يتصل بالهاتف طوال الوقت ويتابع بصوت منخفض الأحداث .
قبل أن ينتهي اللقاء قلت له اذا كنتم تطالبوننا بالخروج من ميدان التحرير الذي بقوا فيه عدة أيام مسالمين يرفعون مطالبهم المشروعة ولم يعتدوا علي أحد , وتتركون انصار النظام يدخلون عليهم للاعتداء عليهم , فما الضمانة حتي لو قرر المتظاهرون ان يعودوا لبيوتهم أن يصلوا بيوتهم سالمين وهؤلاء المعتدين يحيطون بالميدان من كل مكان , فقال لي نحن مسئولين عن خروجكم من الميدان سالمين وعودتكم له دون ان يتعرض لكم أحد .
قمت واقفا وقلت له انتهي اللقاء سيادة اللواء --- اذا كنتم تستطيعون تأمين خروج متظاهري الميدان وعودتنا لبيوتنا سالمين فأنتم تستطيعون تأمين بقاءنا بالميدان وانتم مسئولون عن وقف الاعتداءات علينا او مسئولين ايضا عن حدوث اي اراقة للدماء .
في المساء حوالي الثامنة مساء , ظلت الاشتباكات مستمرة بصور مختلفة وظواهر واضحة لترتيب اعتداء اكبر علي المتظاهرين داخل الميدان , مثل سيارات الإسعاف الحديثة التي تجمعت بشارع قصر العيني بشكل غير مبرر , وكأنها تنتظر حدثا , ثم اخبرنا الاعلاميين وحاملي كاميرات التصوير انهم أجبروا علي الخروج من الميدان بالقوة وأخذت من كثير منهم كاميراتهم التي بحوزتهم , وكنا نسمع اصوات الأعيرة النارية من وقت للثاني من الثامنة والتاسعة مساء , وذكر لي ان مصدرها من أعلي كوبري 6 أكتوبر بميدان عبد المنعم رياض , وتكررت رواية ان هناك مسلحين بأسلحة نارية أعلي فندق هيلتون رمسيس , وانها مصدر اصابات المتظاهرين داخل الميدان .
اتصلت بقناة الجزيرة بالدوحة حوالي الثانية صباح الخميس 3 فبراير , وقلت إن الظواهر التي أمامنا الآن والإظلام الشديد للميدان وما حوله , وسيارات الإسعاف الكثيفة المرتقبة , واخلاء الميدان من الاعلاميين والكاميرات يؤكد ان مجزرة توشك ان تقع أعد لها من قبل النظام السابق وانني اناشد المجتمع الدولي وكافة الشعب المصري التدخل لوقف هذه المجزرة .
وحوالي السادسة فجرا صباح الخميس , سمعنا اطلاقا كثيفا للأعيرة النارية , فجريت مع المتظاهرين جهة مصدر الصوت , فقابلنا المتظاهرين من مدخل عبد المنعم رياض عائدين يحملون المصابين والشهداء الذين سقطوا بالأعيرة النارية. ورأيت أحدهم وبه طلق ناري برأسه , ورأيت امامي أربعة من الشهداء حملهم المتظاهرون الي سيارات الاسعاف التي دخلت داخل الميدان .
انتهينا من نقل المصابين والشهداء مع أذان فجر الخميس , وأذكر جيدا اننا بمجرد انتهائنا من اداء صلاة الفجر , جاء الي عشرات الشباب الذين يبكون في حالة هيستيرية بعد رؤيتهم بأعينهم لإخوانهم وهم يتساقطون بأعيرة نارية , كانوا بجوارهم وأكدوا أنهم قتلوا من خلال قناصة مدربين بأعلي مستوي من التقنيات , اختطفت الشهداء اختطافا من خلال توجيه مناظير وأشعة ليزر .
بعدها ارتفعت الحالة المعنوية للمتظاهرين لان الجميع استشعر ان النظام المجرم الذي يقتل شعبه , لن يستطيع ان يؤثر فيه علي النحو الذي جاء في خطاب مبارك مساء اليوم والذي كان يحاول التأثير علي عواطف ومشاعر البسطاء من المصريين , وأصبح الجميع علي قلب رجل واحد بالميدان , ولم يعد أحد يناقش الاستجابة لدغدغة مشاعر من أحاديث مبارك او عمر سليمان .
بعد ذلك صعد عدد من المتظاهرين لكوبري 6 اكتوبر وحركوا السواتر الحديدية التي كانت موجودة في آخر سور المتحف المصري من جهة الميدان الي اول السور وأصبحت تلك السواتر امام دبابات ومدرعات القوات المسلحة. ظهر يوم الخميس 3 فبراير 2011 جاءني رجل مسن يبلغ حوالي 70 عاما , وقالي لي ان اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية يريد مقابلتك , وينتظرك امام بوابة المتحف المصري , انتظرت حتي تأدية صلاة الظهر ومر بعض الوقت قبل ان أذهب فجاء الرجل سالف الذكر مرة ثانية ليؤكد علي الذهاب للقاء الرويني .
ذكرت ذلك للزملاء الذين كانوا معي بمكتب شركة سفير , وطلبت من الدكتور عبد الجليل مصطفي والدكتور محمد ابو الغار والدكتور أحمد دراج والأستاذ أبو العز الحريري ان نذهب سويا لمقابلة الرويني , وبالفعل ذهبنا إليه جميعا وقابلناه امام المتحف المصري وفوجئت بالرويني يوجه كلامه للمجموعة ' ما الذي جاء بكم --- وماذا تريدون ' , فقلت له ' حضرتك طلبتنا وأرسلت إلي شخص أبلغني انك تريد ان تلتقي بي وحضرت بناء علي ذلك , فرد وقال انا طلبت مقابلة محمد البلتاجي فقط , فقلت له ' اذا كنت تريد مقابلة احد من الإخوان المسلمين فأنا هنا لا أمثل الإخوان المسلمين واذا كنت تريد الحديث في شأن يخص ميدان التحرير فنحن جميعا نشارك في اخذ أي قرار يتعلق بمواقفنا داخل الميدان ' فأصر الرويني علي لقائي منفردا , وأكدت اصراري علي رفض اللقاء منفردا معه وأصررت علي الانصراف مع المجموعة التي حضرت معي , لكن المجموعة المصاحبة لي استشعرت الحرج وهم رموز وقامات سياسية كبيرة وطلبوا مني أن التقي بالرويني ثم ابلاغهم بما دار في ذلك اللقاء .
اصطحبني الرويني الي داخل المتحف المصري في الفناء بعد البوابة مباشرة , وجلسنا في مكان مفتوح كان واضحا أنه معد لهذا اللقاء ترابيزة و3 كراسيي وطلب الرويني من الرجل الذي سبق وأرسله لي أن يجلس معنا , وكان بعض القادة المساعدين يقفون عن بعد , وتحدث إلي الرويني واستعرض الأحداث منذ يوم 25 يناير وتحدث عن متابعة قيادة القوات المسلحة للأحداث ساعة بساعة , ثم قال لي ' أنه من الضروري ان يعود الشباب من ميدان عبد المنعم رياض إلي داخل ميدان التحرير وان ينزلوا من أعلي كوبري 6 أكتوبر , الذي يعتلي ميدان عبد المنعم رياض , وأن ينزلوا من أسطح العمارات المقابلة للمتحف المصري , وقلت له ' انا وغيري لا نستطيع لان الشباب رأوا أمس بأعينهم قتل ذويهم ولم يجدوا احد من القوات المسلحة يحميهم , وبالتالي هم مضطرون الان أن يؤمنوا ظهورهم من اي اعتداء جديد وهم الآن فوق الأماكن العالية حتي يمكنهم مشاهدة ومواجهة اي هجوم جديد .
ورد الرويني قائلا : ماحدث امس لن يتكرر ثانية , فقلت له ياسعادة اللواء اذا كنت تتصور ان من هاجمنا امس هم بلطجية ومأجورين هاجمونا دون قرار سياسي من أعلي سلطة في البلاد فهذا غير صحيح , وما تم ترتيبه امس امرا منظما ومرتبا أعدت له القيادة السياسية واستخدمت عناصرها الذين نفذوا هذا الاعتداء مع هذه المجموعات , فرد الرويني بجملتين الأولي ' قولتلك اللي حصل امبارح مش هيتكرر تاني واحنا فاهمين كويس ايه اللي حصل ' , والثانية نصا ' احنا قولناله لم الشراميط بتوعك دول ' وبالتالي أنا ايقنت منذ هذه اللحظة ان القوات المسلحة لديها استعداد ان تتصدي لمنع اي هجوم آخر علي الميدان .
فهمت أيضا ان هناك توجيهات سياسية حتي لحظة لقاء الرويني في هذا اليوم بما في ذلك احداث يوم الأربعاء الدامية , بتوجيهات الرئيس السابق مبارك وبعلمه وبتنفيذ قياداته السياسية والأمنية .
أكد الرويني علي محاولة اقناعي للشباب بالنزول الشباب من أعلي كوبري أكتوبر واعلي العمارات , فقلت له ان ذلك يحتاج لبعض الوقت لمزيد من الثقة بين القوات المسلحة والشباب وحين يطمئنوا انكم صرتم تؤمنون بقاءهم داخل الميدان فسيتجاوبون مع مطالبكم .
أعتقد أنه أراد الاستجابة سريعا لهذا الطلب فنادي علي أحد مساعديه وقال له مشيرا بيده لأحد العقارات المواجهة للمتحف المصري ' شايف الولد الي واقف علي السطح هناك ده --- وجه المدفعية في تجاهه لكن لا تفعل شيئا الآن ' , وكان يقصد تحفيزي علي إنزال الشباب من أعلي .
انتهي لقائي الذي استمر قرابة ساعة مع الرويني , وكان المرافقين لي قد خرجوا من الميدان وذهبت لهم عيادة الدكتور أبو الغار وأخبرتهم بما تم في لقائي مع الرويني .
فيما قال المتهم محمد عودة , عضو مجلس الشعب السابق , من داخل القفص للشاهد : ' أنا كنت عضو مجلس الشعب عن دائرة شبرا التي يمثلها البلتاجي الآن لأكثر من 20 عاما , و أستحلفه بالله هل رآني بميدان التحرير يوم موقعة الجمل ' , فقال البلتاجي أنه لم يره , و أضاف البلتاجي أن قوله بأن المتظاهرين اعتلوا أسطح العمارات , يشير إلي أنهم تمكنوا من ذلك عقب فرار البلطجية المعتدين عليهم .
و شدد البلتاجي على أنه لم ير أيا من المتهمين بميدان التحرير , مما استدعي تدخل ممثل النيابة و سؤال البلتاجي عن كون عدم رؤيته للمتهمين ينفي الاتهامات الموجهة إليهم , و هو ما رد عليه البلتاجي بالنفي القاطع .
و بعد انتهاء سماع أقوال الدكتور البلتاجي , قدم للمحكمة ' سي دي ' قال أنه يحتوي مشاهد فيديو من بينها لقطات للشهداء و المصابين الذين سقطوا خلال الأحداث , و وقائع المؤتمر الصحفي للجنة تقصي الحقائق المشكلة من رئيس مجلس الوزراء و حوار مع رئيس اللجنة المستشار عمر مهران .
و أكد البلتاجي أن الفيديوهات تتضمن حوارا مع الفريق أحمد شفيق أكد فيه مسئوليته و متابعته لكافة أحداث ميدان التحرير أيام 2 و 3 و 4 فبراير 2011 , إضافة إلي مقطع بثته قناة الجزيرة عن وقائع القنص التي كانت تقع أعلي كوبري اكتوبر , و آخر لبعض أنصار النظام السابق يحملون صور الرئيس السابق و هم يعتلون أسطح العمارات المواجهة لميدان التحرير و عبد المنعم رياض .
و فيما يلي النص الكامل لأقوال البلتاجي :
اسمي محمد محمد البلتاجي 49 سنة عضو مجلس الشعب واستاذ مساعد بكلية طب جامعة الأزهر قسم الأنف والأذن والحنجرة , ' حلف اليمين والله العظيم أشهد بالحق ' , كنت متواجدا يومي 2 و3 فبراير الأربعاء والخميس 2011 بميدان التحرير , وكنت في التحرير بصفة شبه دائمة من 29 يناير وحتي ويومي 2 و3 كنت أخرج وأتحرك للمقابلة في محيط الميدان ثم أعود لداخله مرة اخري.
تفصيلك لما حدث يومي 2 و3 فبراير من شروق يوم الأربعاء حتي نهاية الأحداث يوم الخميس؟
ج : وفقا لمشاهداتي الشخصية ومتابعتي لما دار بالميدان اليومين السالفين الذكر وامتدادا لليوم السابق لهما 1 فبراير واستنتاجا للقاءات تمت معي وبين بعض قيادات عسكرية والأمنية ما يتضح أنه كانت هناك نية من النظام السابق وانه كان يرتب لإخلاء الميدان بالقوة في أعقاب خطاب الرئيس السابق الذي أدلي به مساء الثلاثاء 1 فبراير 2011 وكانوا يراهنون علي ان الخطاب سيؤثر سلبا في معنويات المتظاهرين وربما يشكل ضغطا من الرأي العام علي حالة التظاهر والمتظاهرين بميدان التحرير.
في أعقاب الخطاب مباشرة مساء الثلاثاء نزلت مجموعات مدنية لكنها كانت تتحدث بطريقة منهجية منظمة لإقناع المتظاهرين بالخروج من الميدان وإخلائه , ولم يصاحب ذلك أي أعمال عنف ضد المتظاهرين داخل الميدان. في صباح يوم الأربعاء 2 فبراير 2011 طوال وقت الصباح كانت تأتينا اتصالات هاتفية من مواطنين لا نعلمهم خارج الميدان عن تجمعات وحشود في مناطق متفرقة من القاهرة والجيزة , يدعو لها انصار النظام السابق ورجال أعمال للتحرك نحو ميدان التحرير وإخلائه من المتظاهرين بالقوة .
تحديدا كانت هناك تجمعات وفق ما جاءني في المكالمات الهاتفية بميدان مصطفي محمود بالجيزة ثم أعقب ذلك دخول هذه المجموعات لميدان عبد المنعم رياض خلف وأسفل كوبري أكتوبر في اتجاه بد المنعم رياض ودخول كذلك مجموعات مماثلة من شارعي طلعت حرب , وقصر النيل ومن جهة كوبري قصر النيل .
لم أعاين الاشتباكات بعيني لأن مكاني الدائم كان امام المنصة التي تجمع امامها عشرات الآلاف من المتظاهرين بالميدان امام شركة سفير للسياحة , ما بين شارعي محمد محمود والتحرير المؤدي لميدان باب اللوق وكان المتظاهرون الموجودون امام جهة مدخل عبد المنعم رياض ينقلون الأخبار عن دخول مجموعات بلطجية ومأجورين ومجموعات نظامية كانت تتحرك بتعليمات سياسية يرتدون زيا مدنيا إلي جانب المتحف المصري وهذه الأحداث بدأت الساعة الثانية عشرة ظهرا في محاولة لدخول الميدان ودار اصطدام واشتباكات مباشرة بين المتظاهرين داخل الميدان والمجموعات التي تحاول الدخول من جهة عبد المنعم رياض بجوار المتحف المصري , وحاول المتظاهرون دفعهم للخارج سلميا --- ولم أشاهد هؤلاء الأشخاص الذين حاولوا الدخول ولا أستطيع تحديد ما معهم من أدوات لكن تردد أنهم كانوا يحملون أدوات حديدية مختلفة الشكل لإرهاب المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الصمود سلميا امامهم , وبدأت الاشتباكات وحدثت ضحايا وسقط ضحايا من جانب المتظاهرين الذين لم يكونوا يمتلكون شيئا --- ثم بدأوا في تكسير رصيف الشارع لاستخدامه في الدفاع عن أنفسهم ومنع هؤلاء الأشخاص من الدخول للميدان ثم جاءت مجموعة ثانية من المجموعات المنتسبة للنظام من ذات الاتجاه السابق --- لكن هذه المرة تركب الخيول والجمال ومعهم قطع وقضبان حديدية واقتحموا الميدان بعد الظهر تقريبا وحدث هرج ومرج ثم تجمع مجموعة من الشباب واستطاعوا أن يحاصروا راكبي الخيول والجمال وطردوهم وامسكوا ببعض منهم .
ثم حدثت هجمة ثالثة من مجموعات جديدة وبأعداد أكبر جاءت من أسفل كوبري 6 أكتوبر وجاءت معهم سيارات نقل قيل لي إنها سيارات تابعة حكومية محملة بقطع سيراميك ورخام كسر حاد واستخدمت خلال هذه المجموعات للهجوم علي المتظاهرين , وكان طوال الوقت يسقط مصابون من المتظاهرين , وكنا نناشد سيارات الإسعاف للدخول لنقل المصابين وإسعافهم لكن لم تكن هناك استجابة في ذلك الوقت فكنا نحمل المصابين لخارج الميدان حيث يتم نقلهم للمستشفي .
طيلة الوقت كانت تأتي اخبار بأن هناك قتلي من المتظاهرين بطلق ناري لكن كان بشكل متقطع في مدخل الميدان من جهة عبد المنعم رياض .
حوالي الثامنة مساء يوم الأربعاء , جاءت أخبار أن وزير الصحة موجود في مستشفي قصر العيني وبعد ذلك جاءت أخبار ان هناك أكثر من 15 سيارة إسعاف تحركت في اتجاه ميدان التحرير قادمة من شارع قصر العيني وانتظرت دون ان تتقدم اي منها للميدان في الوقت الذي كنا نستشغيث بها لإنقاذ المصابين بالميدان .
الرواية التي أريد تسجيلها يوم الأربعاء أنه في حوالي الواحدة ظهرا , ناداني بعض المرافقين وقال لي إن أحد القيادات الأمنية الذي عرف نفسه علي أنه لواء مخابرات يريد مقابلتي بمكتب سفير للسياحة الموجود بمكان المنصة الخاصة بنا , ودخلت للمكتب السالف الذكر وقال لي إنه اللواء عبد الفتاح ولم يذكر باقي اسمه وما فهمت من حديثه أنه من جهاز المخابرات العامة , وقال لي بعد حواره معي ومع مجموعة من المتظاهرين إنه يطلب منا اخلاء ميدان التحرير منعا لإراقة الدماء , وقال إن لديه معلومات مؤكدة ان مجموعات من أنصار مبارك ستدخل بعد قليل للميدان وهي مجهزة للاشتباك مع المتظاهرين وأنه سيترتب علي ذلك دماء كثيرة فالأولي بنا إنهاء التظاهر والخروج من الميدان حقنا للدماء .
وقلت له يا سعادة اللواء لماذا تسمحون لهم بالمجيء لميدان التحرير , قال هم مواطنون مصريون يريدون أن يعبروا عن تأييدهم للرئيس مبارك وقلت له إذا ضاق بهم ميدان مصطفي محمود الذي كانوا يتجمعون فيه , فامامهم كل ميادين مصر عدا ميدان التحرير , او تفتحوا لهم ستاد القاهرة فهو يتسع لآلاف اذا كانت القضية تعبيرا عن تأييدهم للرئيس السابق مبارك .
قال هم يريدون ان يعبروا في ميدان التحرير مثلكم , ولا أستطيع منعهم , ودار حوار طويل استغرق حوالي ساعة لكن لواء المخابرات استمر داخل مكتب السياحة سالف الذكر حوالي اربع او خمس ساعات يتصل بالهاتف طوال الوقت ويتابع بصوت منخفض الأحداث .
قبل أن ينتهي اللقاء قلت له اذا كنتم تطالبوننا بالخروج من ميدان التحرير الذي بقوا فيه عدة أيام مسالمين يرفعون مطالبهم المشروعة ولم يعتدوا علي أحد , وتتركون انصار النظام يدخلون عليهم للاعتداء عليهم , فما الضمانة حتي لو قرر المتظاهرون ان يعودوا لبيوتهم أن يصلوا بيوتهم سالمين وهؤلاء المعتدين يحيطون بالميدان من كل مكان , فقال لي نحن مسئولين عن خروجكم من الميدان سالمين وعودتكم له دون ان يتعرض لكم أحد .
قمت واقفا وقلت له انتهي اللقاء سيادة اللواء --- اذا كنتم تستطيعون تأمين خروج متظاهري الميدان وعودتنا لبيوتنا سالمين فأنتم تستطيعون تأمين بقاءنا بالميدان وانتم مسئولون عن وقف الاعتداءات علينا او مسئولين ايضا عن حدوث اي اراقة للدماء .
في المساء حوالي الثامنة مساء , ظلت الاشتباكات مستمرة بصور مختلفة وظواهر واضحة لترتيب اعتداء اكبر علي المتظاهرين داخل الميدان , مثل سيارات الإسعاف الحديثة التي تجمعت بشارع قصر العيني بشكل غير مبرر , وكأنها تنتظر حدثا , ثم اخبرنا الاعلاميين وحاملي كاميرات التصوير انهم أجبروا علي الخروج من الميدان بالقوة وأخذت من كثير منهم كاميراتهم التي بحوزتهم , وكنا نسمع اصوات الأعيرة النارية من وقت للثاني من الثامنة والتاسعة مساء , وذكر لي ان مصدرها من أعلي كوبري 6 أكتوبر بميدان عبد المنعم رياض , وتكررت رواية ان هناك مسلحين بأسلحة نارية أعلي فندق هيلتون رمسيس , وانها مصدر اصابات المتظاهرين داخل الميدان .
اتصلت بقناة الجزيرة بالدوحة حوالي الثانية صباح الخميس 3 فبراير , وقلت إن الظواهر التي أمامنا الآن والإظلام الشديد للميدان وما حوله , وسيارات الإسعاف الكثيفة المرتقبة , واخلاء الميدان من الاعلاميين والكاميرات يؤكد ان مجزرة توشك ان تقع أعد لها من قبل النظام السابق وانني اناشد المجتمع الدولي وكافة الشعب المصري التدخل لوقف هذه المجزرة .
وحوالي السادسة فجرا صباح الخميس , سمعنا اطلاقا كثيفا للأعيرة النارية , فجريت مع المتظاهرين جهة مصدر الصوت , فقابلنا المتظاهرين من مدخل عبد المنعم رياض عائدين يحملون المصابين والشهداء الذين سقطوا بالأعيرة النارية. ورأيت أحدهم وبه طلق ناري برأسه , ورأيت امامي أربعة من الشهداء حملهم المتظاهرون الي سيارات الاسعاف التي دخلت داخل الميدان .
انتهينا من نقل المصابين والشهداء مع أذان فجر الخميس , وأذكر جيدا اننا بمجرد انتهائنا من اداء صلاة الفجر , جاء الي عشرات الشباب الذين يبكون في حالة هيستيرية بعد رؤيتهم بأعينهم لإخوانهم وهم يتساقطون بأعيرة نارية , كانوا بجوارهم وأكدوا أنهم قتلوا من خلال قناصة مدربين بأعلي مستوي من التقنيات , اختطفت الشهداء اختطافا من خلال توجيه مناظير وأشعة ليزر .
بعدها ارتفعت الحالة المعنوية للمتظاهرين لان الجميع استشعر ان النظام المجرم الذي يقتل شعبه , لن يستطيع ان يؤثر فيه علي النحو الذي جاء في خطاب مبارك مساء اليوم والذي كان يحاول التأثير علي عواطف ومشاعر البسطاء من المصريين , وأصبح الجميع علي قلب رجل واحد بالميدان , ولم يعد أحد يناقش الاستجابة لدغدغة مشاعر من أحاديث مبارك او عمر سليمان .
بعد ذلك صعد عدد من المتظاهرين لكوبري 6 اكتوبر وحركوا السواتر الحديدية التي كانت موجودة في آخر سور المتحف المصري من جهة الميدان الي اول السور وأصبحت تلك السواتر امام دبابات ومدرعات القوات المسلحة. ظهر يوم الخميس 3 فبراير 2011 جاءني رجل مسن يبلغ حوالي 70 عاما , وقالي لي ان اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية يريد مقابلتك , وينتظرك امام بوابة المتحف المصري , انتظرت حتي تأدية صلاة الظهر ومر بعض الوقت قبل ان أذهب فجاء الرجل سالف الذكر مرة ثانية ليؤكد علي الذهاب للقاء الرويني .
ذكرت ذلك للزملاء الذين كانوا معي بمكتب شركة سفير , وطلبت من الدكتور عبد الجليل مصطفي والدكتور محمد ابو الغار والدكتور أحمد دراج والأستاذ أبو العز الحريري ان نذهب سويا لمقابلة الرويني , وبالفعل ذهبنا إليه جميعا وقابلناه امام المتحف المصري وفوجئت بالرويني يوجه كلامه للمجموعة ' ما الذي جاء بكم --- وماذا تريدون ' , فقلت له ' حضرتك طلبتنا وأرسلت إلي شخص أبلغني انك تريد ان تلتقي بي وحضرت بناء علي ذلك , فرد وقال انا طلبت مقابلة محمد البلتاجي فقط , فقلت له ' اذا كنت تريد مقابلة احد من الإخوان المسلمين فأنا هنا لا أمثل الإخوان المسلمين واذا كنت تريد الحديث في شأن يخص ميدان التحرير فنحن جميعا نشارك في اخذ أي قرار يتعلق بمواقفنا داخل الميدان ' فأصر الرويني علي لقائي منفردا , وأكدت اصراري علي رفض اللقاء منفردا معه وأصررت علي الانصراف مع المجموعة التي حضرت معي , لكن المجموعة المصاحبة لي استشعرت الحرج وهم رموز وقامات سياسية كبيرة وطلبوا مني أن التقي بالرويني ثم ابلاغهم بما دار في ذلك اللقاء .
اصطحبني الرويني الي داخل المتحف المصري في الفناء بعد البوابة مباشرة , وجلسنا في مكان مفتوح كان واضحا أنه معد لهذا اللقاء ترابيزة و3 كراسيي وطلب الرويني من الرجل الذي سبق وأرسله لي أن يجلس معنا , وكان بعض القادة المساعدين يقفون عن بعد , وتحدث إلي الرويني واستعرض الأحداث منذ يوم 25 يناير وتحدث عن متابعة قيادة القوات المسلحة للأحداث ساعة بساعة , ثم قال لي ' أنه من الضروري ان يعود الشباب من ميدان عبد المنعم رياض إلي داخل ميدان التحرير وان ينزلوا من أعلي كوبري 6 أكتوبر , الذي يعتلي ميدان عبد المنعم رياض , وأن ينزلوا من أسطح العمارات المقابلة للمتحف المصري , وقلت له ' انا وغيري لا نستطيع لان الشباب رأوا أمس بأعينهم قتل ذويهم ولم يجدوا احد من القوات المسلحة يحميهم , وبالتالي هم مضطرون الان أن يؤمنوا ظهورهم من اي اعتداء جديد وهم الآن فوق الأماكن العالية حتي يمكنهم مشاهدة ومواجهة اي هجوم جديد .
ورد الرويني قائلا : ماحدث امس لن يتكرر ثانية , فقلت له ياسعادة اللواء اذا كنت تتصور ان من هاجمنا امس هم بلطجية ومأجورين هاجمونا دون قرار سياسي من أعلي سلطة في البلاد فهذا غير صحيح , وما تم ترتيبه امس امرا منظما ومرتبا أعدت له القيادة السياسية واستخدمت عناصرها الذين نفذوا هذا الاعتداء مع هذه المجموعات , فرد الرويني بجملتين الأولي ' قولتلك اللي حصل امبارح مش هيتكرر تاني واحنا فاهمين كويس ايه اللي حصل ' , والثانية نصا ' احنا قولناله لم الشراميط بتوعك دول ' وبالتالي أنا ايقنت منذ هذه اللحظة ان القوات المسلحة لديها استعداد ان تتصدي لمنع اي هجوم آخر علي الميدان .
فهمت أيضا ان هناك توجيهات سياسية حتي لحظة لقاء الرويني في هذا اليوم بما في ذلك احداث يوم الأربعاء الدامية , بتوجيهات الرئيس السابق مبارك وبعلمه وبتنفيذ قياداته السياسية والأمنية .
أكد الرويني علي محاولة اقناعي للشباب بالنزول الشباب من أعلي كوبري أكتوبر واعلي العمارات , فقلت له ان ذلك يحتاج لبعض الوقت لمزيد من الثقة بين القوات المسلحة والشباب وحين يطمئنوا انكم صرتم تؤمنون بقاءهم داخل الميدان فسيتجاوبون مع مطالبكم .
أعتقد أنه أراد الاستجابة سريعا لهذا الطلب فنادي علي أحد مساعديه وقال له مشيرا بيده لأحد العقارات المواجهة للمتحف المصري ' شايف الولد الي واقف علي السطح هناك ده --- وجه المدفعية في تجاهه لكن لا تفعل شيئا الآن ' , وكان يقصد تحفيزي علي إنزال الشباب من أعلي .
انتهي لقائي الذي استمر قرابة ساعة مع الرويني , وكان المرافقين لي قد خرجوا من الميدان وذهبت لهم عيادة الدكتور أبو الغار وأخبرتهم بما تم في لقائي مع الرويني .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق