طالب عمرو موسي , المرشح الرئاسي الخاسر و الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية , الشعب المصري بتقدم مصلحة الوطن علي كل مصلحة , و أن نتجنب الأزمات و الكوارث التي لا نهاية لها , مؤكدا أهمية المصالحة الوطنية بين جميع القوي السياسية في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد .
و قال موسي , في بيان أصدره , ' علي رئيس الجمهورية المنتخب أن يدعو الجميع إلي الوقوف صفا واحدا , و يكون أيضا للجميع التوجه نفسه , و ألا ندخل في تصفية الحسابات أو منافسات في وقت يتطلب أن يضع الجميع فيه مصر و مستقبلها علي رأس الأولويات ' .
و أشار موسي إلي أن مصر لا تحتمل أي هزات أخري و لا فرقة الصف و لا صدام السياسات المصرية مع بعضها , داعيا كافة الأطراف إلي إعلاء المصلحة العليا للبلاد , و تقديم الصالح العام علي المصالح الشخصية , و ألا يسمحوا للشقاق و الانقسام أن يشيع بينهم , و المحافظة علي وحدة الصف و مراعاة الأزمة الخطيرة التي تمر بها بلادنا , مطالبا بالوفاق بدلا من النزاع و الصدام .
و أوضح أنه لم يكن هناك أحد يتوقع أن نصل إلي ما وصلنا إليه اليوم , فالفارق كبير بين اللحظة الأولي الرائعة التي بدأنا بها الثورة و ما تمر به البلاد اليوم , من حالة الجدل و الانقسام الكبير الذي لا نحسد عليه .
و أضاف ' نحن لسنا في حاجة إلي أن نتحدث فيما هو موضع جدل ' , و أكمل ' هذا وضع لن يزيد الناس إلا انقساما , لكن يجب علينا احترام نتائج الانتخابات التي سوف تعلنها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ' .
و أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية , أنه يجب الآن أن نبحث عن كيفية الخروج من الأزمة و من حفرة الصدام التي ألقينا فيها أنفسنا , فلا يوجد لدينا طرف خارجي إنما نحن السبب فيما أصابنا من تخبط , فيجب أن نحتكم للمنطق و العقل حتي ننضج في التعامل مع مشاكلنا , و أن نلحق بالشعوب التي خرجت من أزماتها فتقدمت و نهضت .
و أوضح موسي أن مصر تحتاج إلي عملية ديمقراطية شاملة تحترم حقوق جميع المواطنين , مشيرا إلي أنه لا يزال هناك كثير يتعين عمله في مصر بعد إعلان اسم الرئيس الفائز بالانتخابات , و علي رأسها الانتهاء من صياغة الدستور و بدء عملية إعادة البناء .
و قال ' لدينا توقعات واضحة جدا حول ما نتطلع إليه من الفائز أيا كان , إذ يجب أن تكون هناك عملية ديمقراطية شاملة تحترم حقوق جميع المصريين النساء و الرجال المسلمين و المسيحيين و دون استثناء أي مواطن في الوقت الذي يحترم فيه كل المواطنين التزاماتهم و واجباتهم إزاء الوطن ' .
و أضاف أعتقد أن المجلس العسكري سوف يفي بالوعد الذي قطعه للشعب بتسليم السلطة للرئيس المنتخب بنهاية هذا الشهر , داعيا رئيس مصر القادم بأن يرأس حكومة للطوارئ تضم شخصيات تكنوقراط من مختلف الأطياف الوطنية , مقترحا أن تكون فترة تلك الحكومة ما بين 6 أشهر إلي 12 شهرا .
و قال موسي إن أول خطاب للرئيس القادم يجب أن يوجه إلي الشعب بكامله و ليس إلي مؤيديه فقط , و أن تتضمن رسالة الرئيس الفائز الالتزام بإشراك المرشح الرئاسي الآخر بكتلته التصويتية في صناعة القرار .
و عن رأيه في التصريحات الأمريكية تجاه الوضع الجاري في مصر , قال موسي إن الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي قلقان من اضطراب الأوضاع بمصر لكونها دولة محورية , مشيرا إلي أن هناك خطا رفيعا بين القلق و التدخل في الشؤون , واصفا التصريحات الأمريكية تجاه تقييم الأوضاع في مصر بأنها ' لم تكن موفقة ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق