المجلس العسكري يتعقل و يتراجع عن تزوير الانتخابات بضغط أمريكي و الديمقراطية الفائز الأكبر



' مصر تتعثر إلي الأمام ' هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة ' واشنطن بوست '  الأمريكية , و الذي أكدت فيه أن مصر تمكنت من اتخاذ خطوة جديدة نحو الديمقراطية , و نجت بنفسها من السقوط إلي حافة الفوضي , لافتة إلي أن المجلس العسكري تجنب هو الآخر أن يكون جزءا من صراع داخلي أو دولي بعدم محاولته التلاعب بنتيجة التصويت , و لأول مرة في تاريخ مصر , انتخب الشعب الرئيس .


و رأت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن هذا التطور يمكنه أن يكون أساسا للبناء أو مقدمة جديدة للمزيد من عدم الاستقرار في أكبر دولة عربية , من حيث عدد السكان , و يعتمد هذا علي إمكانية كل من ' العسكري ' و الإسلاميين لإيجاد أرضية مشتركة و التوصل إلي تسوية مؤقتة ترتكز علي مبادئ الديمقراطية .

و تضيف الصحيفة ' لسوء الحظ , لم يظهر أي من الطرفين الرغبة الكافية لفعل ذلك , فالإخوان تعهدوا بعد الثورة بعدم السعي وراء الأغلبية في البرلمان , و عدم ترشيح أحد أعضائها للسباق الرئاسي , إلا أن حزب الحرية و العدالة أخلف هذين الوعدين , بل و استخدم وضعه القيادي في البرلمان للهيمنة علي اختيار لجنة لصياغة الدستور , مما تسبب في فشل العملية برمتها ' .

أما المجلس العسكري , فوصفته الصحيفة بأنه هو و ' فلول ' النظام السابق ' أكثر تدميرا ' , مشيرة إلي أنه بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق , حسني مبارك , فشل القادة العسكريون في إعادة الأمن و حماية الأقليات مثل الأقباط , و إدارة الوضع الاقتصادي , بل و قمعوا الليبراليين العلمانيين , بما يشمل ذلك من منظمات غير حكومية تمولها الولايات المتحدة الأمريكية , و مع اقتراب موعد جولة الإعادة , أصدر المجلس قرارا يجرد الرئيس من سلطاته , بينما أمر عدد من القضاة عينوا في ظل النظام السابق بحل البرلمان .

و خشي الكثير من المصريين أن يستأنف المجلس العسكري انقلابه بمنح الرئاسة لأحمد شفيق , رغم الأدلة الواضحة بأنه خسر في انتخابات 17 يونيو أمام مرسي , و عدم حدوث هذا السيناريو يعكس التوصل إلي تسوية خلف الكواليس بين الجانبين , و أغلب الظن ساهمت إدارة الرئيس الأمريكي , باراك أوباما , بإيجابية من خلال حثها للمجلس باحترام نتائج الانتخابات و التلويح بورقة قطع المساعدات العسكرية .

و دعت ' واشنطن بوست ' الولايات المتحدة للضغط علي المجلس العسكري لتسليم السلطة كاملة لإدارة مرسي بحلول 30 يونيه الجاري , مثلما تعهدت أن تفعل , و أن يمتنع عن تقليص سلطات الرئيس , مشيرة إلي أن هيئة متنوعة ممثلة ينبغي أن تبدأ عملها علي الفور لكتابة الدستور الذي يعزز من حكم الديمقراطية , بما يشمل ذلك من وجود سيطرة مدنية علي المجلس , كما ينبغي أن ينعقد البرلمان الذي تم اختياره بنزاهة و حرية , و لأن يحدث هذا , سيتعين علي الإخوان تقديم التنازلات للمجلس العسكري , و أن تشكل تحالفات واسعة مع القوي المنادية بالديمقراطية , و تطمئن الأقباط و العلمانيين , و أن تضع جانبا معظم أجندتها الأيديولوجية .

و ختمت الجريدة تقريرها بالقول ' مصر لا يزال لديها فرصة لاستكمال التحول الديمقراطي , إلا أن هذا سيتطلب سلوكا سياسيا ناضجا من جميع الجهات , و تشجيع قوي من قبل الولايات المتحدة , خاصة للقادة العسكريين سيساعد في تحقيق ذلك ' .

ليست هناك تعليقات :