جميع مؤدي المجلس العسكري و المخونين لمنتقديه خلال الفترة الماضية انقلبوا عليه في دقائق بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية , و في الوقت الذي كانوا فيه جميعهم حماة للشرعية , يقفون في الصفوف الأولي مدافعين عن هيبة الدولة التي كانت علي المحك , معتبرين أن أي انتقاد لأدائه بمثابة الانقلاب و الخيانة , أكدوا غير مرة أن ' مرسي و جماعته ' سيعودون إلي غياهب السجون , إلا أن الإعلان عن وصول الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية و العدالة و جماعة الإخوان المسلمين لكرسي رئاسة الجمهورية كان إيذانا بانقلابهم علي المجلس العسكري و رئيسه المشير حسين طنطاوي .
أول المنقلبين كانت الكاتبة الصحفية لميس جابر , زوجة الفنان يحيى الفخراني , حيث قالت أثناء وجودها السبت الماضي في مليونية دعم المجلس العسكري بمدينة نصر , ' مين محمد مرسي ده , أشقاء حسن البنا توقفوا عن عبادة الله و بدأوا في عبادة أنفسهم ' , و ذلك قبل أن تتغير النبرة بعد فوز مرسي لتنشر رسالة اعتذار للثوار عن إهانتها لهم و عن دعمها للمجلس العسكري , و قال أن العسكري ' سلّمونا تسليم أهالي للإخوان المسلمين ' .
أما المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا التي قالت قبل أسبوع ' لا يستطيع أحد أن يسحب الثقة من المجلس العسكري و أي شكل من أشكال هز الثقة في وجوده سيعرّض البلاد إلي فوضي غير مقبولة ' , رفضت تقييم دور المؤسسة العسكرية في المجال السياسي المصري أمس عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسي .
و كانت الجبالي قد اتخذت موقفا مؤيدا و مساندا لجميع قرارات المؤسسة العسكرية , و قد ظهر الأمر جليا في تصريحاتها الصحفية التي أدلت بها لعديد من وسائل الإعلام المختلفة , حيث أكدت قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وجود مخطط إخواني لهدم الدولة , و أن إعلان فوز الدكتور مرسي اختطاف للشرعية .
و اتهمت الجبالي جماعة الإخوان المسلمين بالسعي لتنفيذ مخطط لهدم الدولة المصرية , برفضهم حكم المحكمة الدستورية العليا و قرار المجلس العسكري بحل البرلمان , قائلة إن ' الإخوان ' يريدون أن ينقلبوا علي الثورة , التي قامت من أجل تطبيق دولة القانون و الحرية و العدالة من أجل تحقيق حلم حسن البنا .
و كان أشد المنقلبين صراخا و عويلا هو مقدم البرامج في بقناة ' الفراعين ' توفيق عكاشة , الذي دعا في السابق لمليونيات باسم دعم العسكري , حيث صرخ قبل أمس ' لا بد أن نحاكم هذا المجلس العسكري الذي جعل مصر في قبضة مكتب الإرشاد ' --- وردت صفحة ' أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ' علي مواقع التواصل الاجتماعي ' فايسبوك ' علي ما أثارته قناة ' الفراعين ' أمس , نافية أي علاقة بين مدير المخابرات الحربية و جماعة الإخوان المسلمين , مؤكدة أن وصفه ب ' رجل الجماعة في القوات المسلحة ' ادعاء كاذب و إفك , و رفض بيان أدمن الصفحة ادعاءات القناة و الاتهامات الموجهة للمجلس الأعلي بالخيانة و عقد صفقة مع الإخوان و التجريح الشخصي لقياداته , و لكن لهجة البيان جاءت ضعيفة مقارنة بعنف الاتهامات من طرف عكاشة .
من جهته أعرب محمد أبو حامد , عضو مجلس الشعب , عن حزنه الشديد علي النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة التي انتهت بفوز الدكتور محمد مرسي المرشح عن حزب الحرية و العدالة و خسارة الفريق أحمد شفيق , مشيرا إلي تقبله لنتيجة الانتخابات التي جاءت بقرارات الشعب و استمراره في صفوف المعارضة في حال وجود أي محاولة من الإخوان المسلمين أو الرئيس المنتخب لتغيير هوية مصر و المواطنة و تضييق الحريات , و هي الأهداف التي خرجت من أجلها ثورة يناير , ملمحا الى وجود صفقة بين الاخوان و المجلس العسكري , و الذي اتهمه بأنه اساء ادارة المرحلة الانتقالية , بعد يومين فقط من اشادته بأداء المجلس من أعلى منصة مدينة نصر حين كان يعتقد بفوز شفيق بكرسي الرئاسة !

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق