صحيفة أمريكية : علاقة مصر في عهد مرسي مع اسرائيل مرتبطة بالملف الفلسطيني



أكدت صحيفة ' واشنطن بوست ' الأميركية في عددها الصادر اليوم أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تواجه أخطر تحد لها , بعد انتخاب الرئيس الإسلامي الدكتور محمد مرسي .


و اشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الى ان الإسرائيليين يصفون العلاقات مع مصر طيلة العقود الثلاثة الماضية بأنها ' سلام بارد ' شهد بعض اوجه التعاون , رغم موجة الحروب الإقليمية الطاحنة التي شهدتها المنطقة و الانتفاضتين الفلسطينيتين في تلك المدة و الاضطرابات السياسية في كلا البلدين .


و أكدت الافتتاحية أن فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية أثار تساؤلات حول مستقبل و شكل العلاقة المصرية الإسرائيلية , و ما إذا كان سيعاد النظر في اتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة بين الجانبين و تعتبر حجر الزاوية للاستقرار في المنطقة , أم إنها ستظل كما هي عليه حاليا .


و شددت على ان كل من اسرائيل و مصر لديهما من الاسباب الاستراتيجية ما يجعل الابقاء علي اتفاقية السلام أمرا ضروريا للغاية , و يكفي هنا الاشارة الي المساعدات الاميركية لكلا البلدين علي ضوء تلك الاتفاقية , كما ان الرئيس المنتخب محمد مرسي اكد التزامه بكل اتفافيات مصر الخارجية , و مع ذلك هناك من يردد في كلا البلدين ان الطرف الاخر لا يلتزم بالاتفاقية , و لفتت الي ان مرسي تحدث كثيرا عن الاتفاقية خلال حملته الانتخابية , و أشار الي امكانية تعديل بعض البنود في اطار سعيه لسلام شامل يشمل الفلسطينيين في المنطقة , و قد عكس مرسي وجهة نظر جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها , و كذلك الشعور الشعبي العام في مصر تجاه إسرائيل .


و تركزت الانتقادات المصرية لاتفاقات السلام علي البعد الفلسطيني من اتفاقية كامب ديفيد , فقد تعرضت مصر لانتقادات من العالم العربي , عندما تم التوقيع علي الاتفاقية من قبل الرئيس الراحل أنور السادات , حيث اتهمت الدول العربية مصر بأنها وقعت سلاما منفصلا , و تعهدت لإسرائيل باقامة علاقات طبيعية قبل ان تنسحب من الأراضي العربية الأخري التي احتلتها عام 1967 .


أما في إسرائيل فقد كانت هناك آمال من المعاهدة في تنمية التجارة و الروابط الثقافية , و السياحة , و التعاون في مجال الأعمال التجارية و الزراعة , غير أن الرفض الايديولوجي بين بعض اطراف النخبة المصرية للعلاقات مع إسرائيل , جنبا إلي جنب مع استمرار الصراع مع الفلسطينيين , كان له تأثير سلبي علي هذه العلاقة .


و اضافت ' كان الشعور في إسرائيل أن مصر ليست مهتمة بتطبيع حقيقي من شأنه أن يتجاوز حالة الحرب غير المعلنة , و لم يزر السياح و رجال الأعمال المصريين إسرائيل , و شنت الصحف المصرية حملات معادية لاسرائيل عبر الرسوم الكاريكاتورية و المقالات , و اقتصرت العلاقات علي بعض المعاملات التجارية ' .


و أكملت ' تجنب الرئيس المصري السابق حسني مبارك السفر إلي إسرائيل , و لم يأت سوي مرة واحدة فقط , للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء اسحق رابين في عام 1995 ' .

و ختمت بالتأكيد أن العلاقات المصرية الاسرائيلية , ستتحدد وفقا لما سينتهي اليه الوضع في الملف الفلسطيني و الترتبات الامنية في المنطقة بشكل عام .

ليست هناك تعليقات :