مجلة أمريكية : الثورات العربية زادت العداء لاسرائيل و أعادت القضية الفلسطينية الى الواجهة


نشرت مجلة ' ناشيونال إنترست ' الأميركية تحت عنوان ' الثورات العربية عززت أعداء إسرائيل ' , و أوضحت أن ' الثورات العربية أثرت بشكل كبير علي الساحة السياسية في منطقة الشرق الأوسط , فقد ولّت الحقبة التي كان يقرر فيها الحكام المستبدون و الشموليون بمفردهم النهج المتبع إزاء الصراع العربي الإسرائيلي , و زادت مراعاة الساسة الجدد لمشاعر شعوبهم حول القضية الفلسطينية الراسخة بعمق في الوعي الجماعي للعرب ' .

و لفتت إلي أن ' الثورات العربية أعادت القضية الفلسطينية إلي دائرة الضوء في السياسات الإقليمية للمنطقة , و لكن الأولوية ظلت للأزمة في سوريا و تداعياتها علي المنطقة , و أسفر ذلك عن تعزيز اعتقاد واشنطن بأن سقوط النظام السوري سيؤدي إلي تدمير محور المقاومة ضد إسرائيل و الذي يضم كلا من طهران و دمشق و حزب الله و حماس , و لكن ذلك الاعتقاد ينطوي علي ثغرات جسيمة و تداعيات تؤثر علي السياسة الأميركية , فقد دفعت الثورة السورية حركة حماس إلي الابتعاد عن دمشق و بالتالي عن إيران , و اللجوء بدلا من ذلك إلي مصر و الأردن , و لكن لا ينبغي تفسير ذلك علي أنه مؤشر علي انهيار أو تداعي محور المقاومة الذي تقوده إيران و الذي يعيد تطوير و تكييف نفسه باستمرار مع الظروف المتغيرة في الشرق الأوسط ' .


و أشارت إلي أن ' النخب السياسية و الإسلامية في العالم العربي تري أن إسرائيل , بعد سنوات من المفاوضات غير الفاعلة و في ظل قلقها من تأثير الثورات العربية علي أمنها , تخلت عن مفهوم حل الدولتين لصالح استمرار الوضع القائم , و هو أمر لا تستطيع الأنظمة العربية قبوله , فبينما تمتلك السعودية و الأردن مصلحة وطنية في استئناف عملية السلام , تؤيد جماعة ' الإخوان المسلمين ' في مصر و سائر دول المنطقة عملية السلام بشكل سطحي لإخفاء إستراتيجيتها الرامية للحد من التعاون الاقتصادي و الأمني مع إسرائيل حتي انتهاء الأزمة السورية ' .


و اضافت ' رغم الدور الذي لعبته ' جماعة الإخوان ' في مصر للتوفيق بين حركتي ' فتح ' و ' حماس ' العام الماضي , كان ميل حزب ' الحرية و العدالة ' واضحا لحركة ' حماس ' و الذي يتأكد في محاولاته لإضفاء الشرعية عليها إقليميا و دوليا , هذا و يمثل الحد من التعاون الأمني بين الأردن و إسرائيل أولوية و تحديا علي حد سواء بالنسبة لجماعة ' الإخوان ' , فقد دانت ' جبهة العمل الإسلامي في الأردن العلاقات الدبلوماسية و التعاون الأمني الذي يجمع البلاد مع إسرائيل ' .


و أوضحت المجلة أن ' جبهة العمل الإسلامي تتبع سياسة ذات مسارين : دعم الإصلاحات الحقيقية وعلي رأسها إلغاء الحق الذي يكفل للملك عبد الله الثاني تشكيل الحكومة وتعليقها , ومحاولة توسيع قاعدتها من الدعم ' .


و لفتت الي أن ' دور حماس في محور المقاومة أخذ يتضاءل مقارنة مع دور جماعة ' حزب الله ' اللبنانية , التي دانت مفاوضات السلام بوصفها غير مجدية بينما أكد زعيمها ' الأمين العام ل ' حزب الله ' ' حسن نصر الله مرارا علي أن إسرائيل لا تفهم سوي منطق القوة , و علاوة علي ذلك , تبني نصر الله موقف إيران و وصف الثورة السورية بأنها مؤامرة من قبل الولايات المتحدة و إسرائيل لإسقاط النظام السوري , كما صعد تصريحاته حول القضية الفلسطينية بوصفها امتدادا لمحور المقاومة ' .


و لفت الكاتب إلي أن ' جماعة حزب الله لن تواجه مأزقا حال سقوط النظام السوري , فحتي مع إنقطاع طريق الأسلحة و الإمدادات من سوريا إلي بيروت سوف تظل الجماعة قادرة علي تهريب الأسلحة عن طريق المطارات و الموانئ في لبنان ' .

و رأت أنه ' مع تصاعد الحرب في سوريا , قد يلجأ ' حزب الله ' بالتعاون مع طهران و دمشق إلي الدخول في مواجهة دبلوماسية مع إسرائيل من خلال الضغط علي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان للاندفاع بشكل جماعي صوب الحدود الإسرائيلية , مما قد يرغم إسرائيل علي إطلاق النار عليهم و إثارة ضجة دولية كما حدث في شهري ماي و يونيو العام 2011 عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار علي عدد من الفلسطينيين ' .

ليست هناك تعليقات :