تجتمع قيادات الاحزاب السياسية الممثلة في الجمعية التاسيسية لوضع الدستور , الثلاثاء , لمحاولة الوصول الي توافق بشان المواد الخلافية بين الاسلاميين من ناحية , و القوي الليبرالية و اليسارية من جهة اخري , في ظل خلافات حادة بين القوي السياسية , و تلويح اسلاميين بالنزول الي التحرير الجمعة القادم , دعما ' لتطبيق الشريعة ' , و هي التظاهرات التي اعتبرتها القوي المدنية ' ترهيبا ' .
و قلل عضو الجمعية التاسيسية , و القيادي في حزب النور السلفي , يونس مخيون من حدة الخلافات , مؤكدا ان الامر ينطوي علي ' خلافات في وجهات النظر نسعي الي تداركها وحصول توافق ' , وموضحا ان الاحزاب السياسية الممثلة في الجمعية التاسيسية ستجتمع , الثلاثاء , في مقر الجمعية لمحاولة انهاء الجدل حول مواد الدستور.
واوضح ' مخيون ' , في تصريحات لصحيفة ' الحياة ' اللندنية , ان غالبية مواد الدستور ' توافقنا عليها ' , وتتبقي 10 مواد تدور حولها مناقشات , وهي المواد المتعلقة بالحريات و المراة , اضافة الي صلاحيات رئيس الجمهورية , مشيرا الي ان لجان التاسيسية ستبدا , من الثلاثاء , مراجعة مواد المسودة الاولية التي اطلقت قبل اسبوع , قبل اطلاق مسودة نهائية خلال الاسبوع الاول من الشهر القادم يجري عليها نقاش مجتمعي , قبل ان يبدا اعضاء الجمعية في التصويت علي مواد مشروع الدستور منتصف الشهر القادم ليكون جاهزا قبل مطلع ديسمبر.
من ناحيته , قال القيادي الاخواني , وعضو الجمعية التاسيسية فريد اسماعيل , ان ' محاولات لمّ شمل القوي الوطنية واحداث توافق عام امر مهم في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد ' , موضحا ان نقاط التوافق بين كل القوي الوطنية ' اكبر بكثير من نقاط الخلاف ' .
و تعهد ' اسماعيل ' بخروج دستور ' لكل المصريين ' , مؤكدا ان مسودة الدستور طرحت للجميع من اجل جمع الانتقادات و الخلافات , وان هناك عددا من اللقاءات بين القوي الوطنية ل ' توحيد وجهات النظر و التوافق فيما بينها ' .
من جانبها , اتهمت قوي ليبرالية ويسارية الاسلاميين بمحاولة الضغط و الترهيب , لتمرير الدستور بما يتضمنه من مواد تضر بالحريات , واشار عضو الجمعية التاسيسية الدكتور وحيد عبدالمجيد الي ان هناك فهما خاطئا لمعني الدستور , لافتا الي ان ' هناك اطرافا عدة لا تميّز بين الدساتير وبين برامج الاحزاب كما لا تدرك ان الدستور يجب ان يتم وضعه بالتوافق وليس المغالبة ' .
واعتبر ' عبد المجيد ' ان تلويح الاسلاميين بالتظاهر لتمرير مواد في الدستور ' ظاهرة غير مسبوقة ' , و راي ان من يحاول ان يحوّل مفهوم الدستور الي برنامج حزبي ' جانبه الصواب , فلا يمكن ان يكون هناك دستور لا يعبّر عن اطياف المجتمع ككل ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق