قبل 86 يوما من اندلاع ثورة 25 يناير كان النائب العام يجلس بين يدي مفيد شهاب وعبدالاحد جمال الدين وفتحي سرور كطالب للدكتوراه في كلية الحقوق جامعة عين شمس , حيث حصل علي ما اراد من اللجنة المشكلة برئاسة جمال الدين وعضوية شهاب وحضور فتحي سرور وعدد من وزراء مبارك بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف .
و ما هي الا اسابيع حتي كانت الثورة قد انطلقت واخذت في طريقها اساتذة النائب العام في رسالة الدكتوراه , وجاءت موقعة الجمل , ليباشر النائب العام التحقيق ويامر بحبس مجموعة من المتهمين الصغار فيها , حتي اتسعت الدائرة ودخل اسم فتحي سرور وصفوت الشريف وآخرين , ليصبح اساتذة الامس متهمي اليوم امامه , في موقف درامي شديد التعقيد.
وفي ذلك الوقت ادلي الزميل محمد ابو زيد المحرر البرلماني في ' الشروق ' باقواله كشاهد اثبات ضد فتحي سرور و التي لفت فيها الي انه ذهب الي مجلس الشعب يوم 2 فبراير وحينما دخلوا مكتب سرور وقبل ان يبدا حديثه معه رن هاتف مكتبه وتغيرت ملامح وجه سرور بعد هذه المكالمة من الغضب و القلق الي الابتسامة العريضة , واخبرهم ان الذي كان يهاتفه هو محمود وجدي وزير الداخلية آنذاك , وانه اخبره ان المظاهرات المؤيدة للرئيس المخلوع ستخرج في ذلك اليوم من كل مكان في مصر.
و اضاف ابو زيد في شهادته قائلا : ' بعد دقائق دخل علينا يسري الشيخ مدير مكتب فتحي سرور , وقال لسرور امامنا يا ريس احنا مطلعين الف كارتّة و الف حصان من نزلة السمان علي ميدان التحرير , وبعد فترة سمعنا اصوات متظاهرين مؤيدين لمبارك تقترب من مجلس الشعب , فدخل علينا يسري الشيخ مرة اخري , وقال لسرور : يا ريس رجالة السيدة طالعين علي التحرير لتاييد الرئيس , ويا ريت تطلع تحييهم , وهم سرور بالخروج الا انه اجل الامر لحين انتهاء الاجتماع ' .
غير انه وبشكل مفاجئ قرر النائب العام بعد ان دخلت القضية في العمق ان يتخلص من كرة اللهب ويلقيها في حجر قاضي تحقيقات جري انتدابه من وزارة العدل.
وفي توضيح ارسله المستشار محمود السبروت الذي انتدب للتحقيق في موقعة الجمل لقناة النهار قبل ايام ورد ما يلي : ' بدانا التحقيقات في قضية موقعة الجمل بعد ان قطعت النيابة العامة شوطا كبيرا فيها , ورات بعده لاسباب لم تفصح عنها ان تطلب ندب قضاة تحقيق لاستكمال تحقيق الواقعة , وبعد ان صدر قرار الندب استكملنا التحقيقات ' .
وعليه فان من حق الجميع ان يسال : لماذا لم يتم انتداب قاضي تحقيقات في القضية منذ بدايتها؟ ولماذا لم يكملها النائب العام بعد ان قطعت شوطا كبيرا؟
و للتذكير فقط فان مصر كلها في ذلك الوقت وقفت علي قدم واحدة تهتف باقالة النائب العام , و في المقدمة اولئك الذين يتمترسون دفاعا عن بقاء النائب العام الآن , و لم يعبا اي منهم بالقواعد الدستورية التي تمنع اقالته بمعرفة السلطة التنفيذية .
ولذلك ستظل الصورة مدهشة و السؤال قائما : لماذا كانت اقالة النائب العام مطلبا مشروعا قبل مرسي , و صارت رجسا من عمل الشيطان بعد مجيئه ؟
لماذا تحول النائب العام الي شهيد تخرج من اجله المليونيات ؟
لماذا انفتح التحرير علي منصة مدينة نصر بهذا الشكل المخيف ؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق