
للمرة الثانية منذ اندلاع احداث محمد محمود , و عقب حريق مدرسة ليسيه الفرنسية , الاسبوع الماضي , اعلنت وزارة التربية و التعليم عن حرق مدرسة اثرية اخري من التراث المعماري و الحضاري للمدارس في مصر , حيث اكد وزير التربية و التعليم الدكتور ابراهيم غنيم ان الاحداث التي وقعت في ميدان سيمون بوليفار و محيط السفارة الامريكية تسبب في حريق مدرسة علي عبد اللطيف الاعدادية بنات , و التي ترممها وزارة الدولة للآثار منذ عام 2009 بعد ان تم نقل طالباتها لمدارس اخري بديلة قبل ثورة يناير .
و جَرم الوزير الاعتداء علي المدارس و المنشآت وحرقها في تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد مؤكدا ان حرق المدارس لن يمر دون عقاب رادع.
و اكد اللواء حسام ابو المجد رئيس الادارة المركزية للامن بوزارة التربية و التعليم ان مدرسة علي عبد اللطيف الاعدادية بنات الواقعة في سيمون بوليفار احترقت بالكامل نتيجة سقوط زجاجات المولوتوف بداخلها , مشيرا الي ان المدرسة كانت في حالة تجديد , وان الوزارة شكلت لجنة لحصر الخسائر التي المت بالمدرسة للعمل علي ترميمها.
و اوضح ابو المجد ان هيئة الآثار كانت تشرف علي ترميم المدرسة قبل اندلاع الاشتباكات باعتبارها مدرسة اثرية , مؤكدا علي احراق المدارس او اي منشاة حكومية جريمة يعاقب عليها القانون.
واكد رئيس الادارة المركزية لامن وزارة التربية و التعليم ان ادارة المدرسة حررت محضرا بقسم قصر النيل مساء امس بعد سرقة بعض محتوياتها.
ولفت ابو المجد الي استمرار الوزارة في تعطيل الدراسة بالمدارس الواقعة بمحيط وزارة الداخلية وميدان التحرير ونقلها لمدارس اخري حرصا علي مصلحة الطلاب وانتظامهم في الدراسة.
فيما اكدت مصادر رسمية بوزارة الدولة للآثار , ان الوزارة شكلت لجنة لفحص مدرسة علي عبد اللطيف و المسجلة اثرا ضمن آثار محافظة القاهرة ومعروفة باسم ' قصر كازليدوجي ' والذي يعود تاريخه لبداية القرن العشرين.
واكد المصدر , ان المعاينة الاولية تكشف عن تحطم مرايا زجاجية اثرية ضمن مقتنيات القصر بالاضافة الي السلالم الرخامية الاثرية ايضا وكشك حارس المدرسة وهو مبني غير اثري , بالاضافة الي مدفاة اثرية قديمة تم العبث بمحتوياتها وتحطيمها بالكامل.
ويعود تاريخ انشاء قصر كازليدوجي الي القرن العشرين ولم يعرف تاريخ محدد لانشائه وتبلغ مساحته حوالي 2000 متر مربع , وتبلغ مساحة البناء حوالي 620 مترا مربعا وهو بارتفاع نحو 16 مترا ومكون من طابقين وتكسو الزخارف المدخل الفخم للقصر , وكذلك الاسقف و الحوائط الداخلية اضافة للوحات الفنية و التي تجعل من القصر تحفة فنية نادرة.
وقبيل ثورة 1952 باع ورثة كازليدوجي القصر , الي محمود حسنين ابو العلا محمود في عام 1945 , وباع محمود حسنين القصر الي الشركة المصرية للمباني الحديثة ' الشمس ' في عام 1947م , وقد آل القصر بعدها الي وزارة المعارف العمومية ' التربية و التعليم بعد ذلك ' حيث شغلتها مدرسة قصر الدوبارة الثانوية ثم مدرسة اعدادية للبنين تحت اسم مدرسة علي عبد اللطيف ' احد الوطنيين السودانيين ' في عام 1954م , حتي انك تجد في مدخل المدرسة عبارة كتب عليها ' لوحة تذكارية -- احتفلت المدرسة باطلاق اسم الضابط السوداني علي عبد اللطيف شهيد الوطنية في مستهل عهد الثورة المباركة وقد ازيح الستار عن هذه اللوحة في عهد السيد كمال الدين حسين وزير التربية و التعليم بمناسبة حفل المدرسة بتكريم ابناء شهداء بورسعيد في يوم الخميس26 شعبان سنة 1375 الموافق 28 مارس سنة 1957 -- الله اكبر و العزة لمصر ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق