هاني صلاح الدين ... اصحاب المبادئ دوما يحيون ويموتون لتطبيقها , وايضا لحمايتها , ولا يهدا لهم بال الا بالمحافظة عليها , لذلك يدفعون فاتورة مواقفهم تارة من اوقاتهم , وتارة من اموالهم , وتارة من حرياتهم , وتارة اخري من دمائهم , وهم يجودون بارواحهم الزكية عن طيب نفس من اجل انتصار مبادئهم.
لذا نجد ان تاريخ الاسلاميين , وعلي راسهم الاخوان , مليء بالتضحيات , فها هم يدفعون ثمن ثباتهم علي الحق ارواحهم في عهد عبدالناصر , كما زج بهم في السجون في عهد السادات , وسلبت حرياتهم بمحاكمات عسكرية ظالمة في عهد الطاغية مبارك , كما قدموا شهداء امثال السنانيري و الزهيري ومسعد قطب وغيرهم.
وفي المقابل نجد ان من عاشوا ينادون بالليبرالية و العلمانية و اليسارية , من الممكن ان يتنازلوا عنها اذا تعارضت المصالح مع مبادئهم , وخير دليل علي ذلك ماقام به د. البرادعي الذي حذر تكرارا ومرارا من قيام دولة اسلامية , ورفض آلاف المرات الدعوات المطالبة بتطيق الشريعة , وحذر المصريين من انحيازهم للاسلامين , لانهم يستهدفون تطبيق الشريعة , وبقدرة قادر وجدنا بالامس القريب د. البرادعي يخالف كل مواقفه السياسية ويطالب المصريين بان يصوتوا ب ' لا ' من اجل تطبيق الشريعة الاسلامية! , وبالطبع عندهم الغاية تبرر الوسيلة , و التلون السياسي جائز طالما اقتضت المصلحة ذلك , واجد ان الامر لا يحتاج الي تعليق , فقد سقطت ورقة التوت عمن يرفعون شعار حقق ما تريد باي بطريقة حتي لو ذهبت المبادئ للجحيم.
وعلي نفس المنوال وجدنا قيادات جبهة الانقاذ , وعلي راسهم التيار الشعبي , يرفضون ان يشاركهم مخالفوهم خاصة من الاسلاميين اماكن تظاهرهم , واقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد احداث الاتحادية التي استشهد فيها 7 من الاخوان , واستخدمت التيارات الفلولية التي اختبات في ثوب الثوار , اعنف الاساليب وامعنوا قتلا في الاسلاميين , وجدنا اشاوس التيار الشعبي بالتعاون مع البلطجية , يرتكبون جرائم عنف ضد الاسلاميين في منطقة مسجد القائد ابراهيم , اصيب بسببها العشرات , بل وصل الامر بهم الي الاعتداء علي السيدات واصابة الكثير منهن , متناسين اقل درجات الشهامة المصرية وسمات الرجال المصريين , بل وجدنا هؤلاء يمعنون حرقا في اتوبيسات المتظاهرين , وسياراتهم الخاصة , ويحاولون محاصرة الشباب الاسلامي في المسجد ليكرروا نفس الجريمة التي ارتكبت مع الشيخ المحلاوي , وذلك في الوقت الذي كان رموز هذا التيار يتبراون امام الكاميرات من هذه الاحداث , في حين وجدنا رموز التيار بالاسكندرية يشرفون علي هذه العملية القذرة , بينما نجد ان زعماء التيار الاسلامي طالبوا انصارهم بالانصراف وعدم الاشتباك مع البلطجية من باب حقن دماء المصريين .
و من الغريب ان الشرطة التي اكدت علي استخدام كل الوسائل , من اجل التصدي لاعمال العنف و البلطجة , وقفت موقفا سلبيا ولم تحرك ساكنا , بل قامت بالاعتداء علي المعتدي عليهم من الاسلاميين , وذلك لتكتمل منظومة قلب الحقائق التي يعيشها الوطن , لكن املنا بعد الاستفتاء ان تستقر الامور , ويرحل من لا يستطيع تحمل مسؤوليته الوطنية , ويراجع قيادات المعارضة ضمائرهم الوطنية حتي نخرج من حالة التيه التي زج بنا فيها بسبب الصراع السياسي , و الطمع في الاطاحة بالشرعية التي اتت من الصندوق .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق