أعلنت جماعة الاخوان المسلمين , انه في ظل ما وصفته ' بالاحداث المؤسفة و التواطؤ ضد المصالح العليا للشعب و الوطن ' , فان الشعب المصري كله سيقوم بحماية الشرعية الدستورية , و سوف يقبل علي الاستفتاء علي الدستور تمهيدا للذهاب الي انتخاب مجلس الشعب , مؤكدة ان الموافقة علي الدستور كفيلة بالغاء جميع الاعلانات الدستورية , ' و ليس بيننا و بين تحقيق ذلك الا بضعة ايام ' .
و اعرب بيان رسمي , صدر اليوم الاربعاء و حصل حديث العرب على نسخة منه , عن ثقة جماعة الاخوان المسلمين في ان الشعب المصري الذي قام بثورة عظيمة اذهلت العالم لا يمكن ان يفرط فيها , و لابد ان يدعم من اختاره بارادته الحرة لاول مرة في تاريخه و من يسعي لتحقيق اهداف ثورته .
واوضح البيان الصادر بعنوان : ' الشعب المصري يحمي الشرعية ويختار دستوره ' , انه بعد سقوط النظام السابق سقطت معه مؤسساته الاساسية , مجلسي الشعب و الشوري و المجالس المحلية و الدستور , و كان لابد من اعادة بنائها , لان الدولة لا تقوم و لا تستقر بدونها , و تمت انتخابات مجلسي الشعب و الشوري , و ظهرت النتيجة بانتخاب اغلبية اسلامية , و تم انتخاب جمعية تاسيسية لكتابة الدستور .
و شدد على انه قبل ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية بايام قامت المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب في اول جلسة لنظر دعوي الطعن في دستورية قانونه علي خلاف المعتاد , و تم حل المؤسسة التشريعية و الرقابية , و لم يعد لدينا الا رئيس منتخب , و مجلس شوري قليل الصلاحيات , و ظلت البلاد في حالة الفراغ الدستوري و عدم الاستقرار .
و اوضح بيان جماعة الاخوان المسلمين , ان من وصفهم ' بالقوي السياسية الرافضة لاستقرار البلاد ' سعت لهدم الجمعية التاسيسية لوضع الدستور ابتداء من الطعن في تشكيلها امام المحكمة الي التهديد المستمر بالانسحاب منها الي تعويق عملها من داخلها رغم موافقتهم علي معظم مواد الدستور الي تحريض الدول الاجنبية للضغط علي اعضائها لانتاج دستور يتوافق مع رؤية العلمانيين و الغرب .
و أضاف البيان : ' ومع ذلك استمرت الجمعية في عملها وتغلبت ' بفضل الله ' علي كل المعوقات , وانتهت من وضع دستور لم تر مصر مثيلا له , وحدد الرئيس موعدا لاستفتاء الشعب عليه , الا ان القوي السياسية الرافضة لاستقرار البلاد و الراغبة في تقويض النظام قامت بمظاهرات واعتصامات للاحتجاج علي الاعلان الدستوري الذي حقق بعض اهداف الثورة وحمي الجمعية التاسيسية ومجلس الشوري من التربص بهما و السعي لحلها , بهدف اثارة مزيد من الفراغ و القلق و الارتباك في المشهد السياسي.
و في تصعيد شديد ذهبت مظاهرات الي قصر الاتحادية وسط نداءات باقتحامه و العدوان عليه , و بدات تظهر من جديد دعوات مرفوضة للقفز علي اختيار الشعب , و في الحقيقة فان هذه الدعوات تهدر الشرعية و تتجاهل وجود رئيس للدولة منتخب من الشعب , اضافة الي ان محاولة تعطيل اجراء الاستفتاء علي الدستور , انما يمثل حجر عثرة في طريق بناء المؤسسات الدستورية و في طريق الاستقرار الذي من شانه ان يوفر الامن و الامان و يزيد فرص العمل و الانتاج و يجذب الاستثمار .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق