أخشى أن يؤدي رفض الدستور لعودة سيادة البندقية


محمد عبد المنعم الصاوي ... اجابة ظلمت نفسي بتاخيرها كثيرا , و ما كنت اتمني ان اجد نفسي يوما في موقف الدفاع امام اتهامات لا اساس لها من الصحة .


شاء قدري ان تظل علاقتي بالسياسة * قبل الثورة _ مقتصرة علي مقالاتي الصحفية التي عرّضتني لمضايقات وملاحقات حمقاء من حكام اكتسبوا شرعيتهم من حمل البندقية . وماذا افعل في عالم سياسيّ خالٍ من الديمقراطية؟ بعد الثورة وسقوط مبارك , تحمست * كما تحمس الكثيرون_ للقفز في بحر السياسة , فقبلت تولي وزارة الثقافة لايام معدودة , لكنها كانت كافية لاتعرف علي مقدار الفساد الحكومي القائم علي الاستثناء و التحايل وتبادل المجاملات وشراء الضمائر باموال الشعب!! دخلت البرلمان مستقلا من بوابة التحالف الديمقراطي الذي بدا عملاقا واخذ في الانكماش حتي تلاشي تماما --

بذلت جهدا كبيرا في اداء دوري النيابي وفقا لقدراتي كمبتدئ لا يتسلح الا بعلم نظري , وخبرات منقولة , وطموح كبير في تحقيق مستقبل باهر لوطن لا ينوي هجرته. في كل مرة كنت افوز باي انتخابات اخوضها * من اول نادي الجزيرة الرياضي الي مجلس الشعب_ كنت احمد الله , واترحّم علي ابي , واُذكّر نفسي بانه احد اسرار حب الناس لي , كذلك كانت الساقية التي اسستها بعد رحيله بثمانية عشر عاما , وحرصت علي ان تحمل اسمه , ليس انحيازا له لانه ابي , ولكن انصافا لرجل عاش عمره يدافع عن الفكر و الثقافة وحرية التعبير واهمية الابداع الفني و العلمي.

فوجئت وفرحت حين انتُخبت ضمن لجنة صياغة الدستور الثانية التي كلفها الشعب بناء علي استفتاء عام وانتخابات حرة , حتي وان اختلف الكثيرون حول ما اسفرت عنه.

عشت التجربة بحلوها ومرّها , وحاولت ان العب دائما دورا توافقيا يحقق الصالح العام -- لا ازعم ان تاثيري كان كبيرا في الصياغات في وجود قامات دستورية وحقوقية ومهنية ولغوية عظيمة -- رصدت بنفسي مدي صعوبة تحقيق جميع المعادلات التي قامت من اجلها الثورة : عيش -- حرية -- عدالة اجتماعية -- كرامة انسانية! هذا الي جوار محاولة تفتيت حصوات النظام السابق بملامحه العسكرية و البوليسية , وترسيخه للفساد و الاستثناء و المحسوبية. ركزنا علي عدة مبادئ -- اذكر منها عدم تخليد احد في منصب ما , وعدم انفراد احد بالتعيين الا بناء علي ترشيح مجلس او مجموعة منتخبة. اهتممنا بالوحدات المستقلة في الشؤون كافة , وفي مقدمتها وحدات مكافحة الفساد -- عالجنا اعقد الامور باعلي معدلات الحكمة --

اعني المواد المرتبطة بالاديان , ووصلنا بها الي بر امان ارتضاه كل المشاركين قبل الانسحابات التي نزلت علينا كالصاعقة. لا علاقة لي بالاعلان الدستوري او المحكمة الدستورية -- وانما ساهمت في انتاج دستور فحسب. اخشي ما اخشاه ان نُضطر يوما الي قبول دستور اقل تعبيرا -- او نعود * لا قدر الله _ لحكم يعيد السيادة للبندقية ! قد اكون مخطئا -- ولكني ابدا لست بخائن -- ولهذا , فضميري مستريح .

ليست هناك تعليقات :