الهدف التغطية على انجازات الرئيس و منع استقرار مصر


أحمد منصور ... غطت التظاهرات المناوئة للاعلان الدستوري و الدستور المصري الجديد منذ اندلاعها قبل حوالي اسبوعين علي الانجازات التي حققتها مصر في عهدها الجديد علي صعيد السياسة الخارجية و الوضع الاقليمي المتازم و المتعلق بشكل مباشر بالامن القومي المصري الذي فرط فيه النظام السابق , ففي الوقت الذي تسعي فيه اطراف مختلفة لاشعال الوضع الداخلي في مصر كانت مصر تحقق واحدا من اهم انجازاتها الخارجية منذ عقود , حينما كانت الضامن للاتفاق الذي ابرمته الفصائل الفلسطينية في غزة مع اسرائيل , وهو الاول من نوعه منذ اتفاقات كامب ديفيد .


حيث كانت هذه الاتفاقات دائما ما تجري بضامن خارجي , لكنها المرة الاولي التي تتحمل فيها مصر مسئولية حدودها الشرقية بشكل كامل وتحاسب اسرائيل كما تحاسب حكومة غزة عن اي اختراق لبنود الاتفاق , وتحقق من خلال ذلك لامنها القومي وللشعب الفلسطيني المحاصر منذ سنوات في غزة انفراجة ترفع عنه الحصار و الغبن , ويكفي ان مدي الصيد لغزة امتد الي ستة اميال بحرية بدلا من ميل واحد من قبل , مما ادي الي اغراق اسواق غزة بالاسماك واخراج سكانها من هذا الحصار الظالم الذي حرمهم لسنوات من هذه النعمة , كما ان تحويل معبر رفح الي معبر عام للسكان و البضائع سوف يقضي علي الانفاق السرية ويضع كل شيء يمر تحت سمع و بصر الاجهزة الامنية المصرية ويجعل سيطرتها كاملة ويقضي علي السوق السوداء التي اثري منها كثير من المسئولين المصريين الفاسدين الذين كانوا يتقاسمون مع اصحاب الانفاق الاموالَ , وتدخل هذه الاموال الي الخزينة المصرية بدلا من دخولها في جيوب المسئولين الفاسدين من قبل .

و الاهم من كل ذلك هو الدخول في مفاوضات من اجل هدنة طويلة الامد تمهد لاعادة بناء غزة واستقرار مصر كذلك حتي اجل تتفرغ فيها للتنمية الداخلية و النهوض الاقتصادي .

اما الانجاز الآخر المهم فهو المتعلق بسوريا العمق الاستراتيجي الاعمق لمصر حيث كانت الشام علي مدار التاريخ هي الطريق الذي دخل منه الغزاة الي مصر , لذلك كانت المساعي لكل من حكم مصر علي مدار التاريخ وحتي جمال عبدالناصر _وان اخطا في التطبيق_ تامين الشام وجعلها تحت الحكم او الولاية المصرية لتامين عمقها الاستراتيجي من الشرق , لذلك جاء اختيار المعارضة السورية في تحالفها الجديد لتكون القاهرة مقرا لها انجازا آخر لنصرة الشعب السوري الذي انتفض ضد النظام العلوي الفاسد , وهذا يضفي بُعدا اقليميا وتاريخيا للدور المصري في نصرة الثورة السورية ودعمها , كما ان مصر فتحت اذرعها للسوريين الهاربين من نظام الاسد الذين اصبحوا يشكلون ثقلا كبيرا في مصر , حيث يسمح لهم بالدخول دون تاشيرات ويقيمون مثل العراقيين من قبل في مناطق متعددة في قلب القاهرة , وغيرها من المدن الاخري , وهذا جانب انساني له اثره علي الشعب السوري بعد زوال النظام , يعيد مصر لمكانتها كمحضن للعرب جميعا .

اما الانجاز الثالث المهم فهو الذي حققته زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الي مصر و الاتفاقيات التي وقعت بين مصر وتركيا و التي تجعل مصر مدخلا لتركيا الي افريقيا وتركيا مدخلا لمصر الي اوروبا , وهذه الاتفاقيات حال تفعيلها ستفتح مجالا واسعا لفرص العمل و النمو الاقتصادي .

ان نجاح مصر في تجاوز عقبَتَي الدستور و انتخابات مجلس النواب سيعني الاستقرار و الدخول في دورة العمل و الانتاج في كافة المجالات , اما استمرار التظاهرات و التغطية علي الانجازات فانهما يصبان في غير مصلحة الشعب و الثورة المصرية حتي وان خلصت نوايا القائمين بها .

ليست هناك تعليقات :