قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الاصلاح الاقتصادي يطرح حاليا اختبارا حاسما للديمقراطية الهشة في مصر , فبدون ثقة كافية في الحكومة , فان التغييرات الخاصة بالضرائب او الدعم و اللازمة للحد من عجز الميزانية , يمكن ان تثير بسهولة اضطرابات جديدة في الشوارع .
و تنقل الصحيفة عن زعيم المعارضة اليساري حمدين صباحي قوله انه اذا كان مرسي يعتقد ان المعارضة ستتوقف عن انتقاداتها لمجرد ان الاقتصاديين يشيرون الي الحاجة الماسة لهذه التغيرات فعليه ان يفكر مرة اخري .
و اضاف صباحي في لقائه مع الصحيفة الامريكية قائلا ' لماذا ندعمه , و لصالح من ؟ ' , و أضاف متسائلا : ' هل هو حاكم ديمقراطي , او ثوري ؟ هل هو نموذج للرئيس ؟
و اشار صباحي الي انه علي الرغم من ان مرسي فاز بالرئاسة بشكل ديمقراطي , فانه فشل في الحكم كرئيس ديمقراطي , و قال : ' لقد اطاح بعيدا بالسلم الذي صعد عليه ' , مؤكدا ان الاعلان الدستوري الذي وضع سلطته فوق القضاء , حتي و ان كانت مدته شهرا واحدا , فانه قضي علي مصداقيته كحاكم ديمقراطي .
و يعارض المرشح السابق للانتخابات الرئاسية , و الذي وصفته نيويورك تايمز بالحصان الاسود للسباق الرئاسي , قرض صندوق النقد الدولي الذي يبلغ 4.8 مليار دولار مؤكدا انه غير ضروري , وبالاضافة الي فرض ضرائب سنوية علي الاغنياء , يدعو صباحي الي مواجهة عجز الميزانية من خلال فرض ضريبة لمرة واحدة قدرها 20 في المائة علي ثروة اي شخص تتجاوز ال17 مليون دولار , هذه الطبقة الثرية التي تقدر بحوالي 1 في المائة من المصريين.
كما يدعو صباحي الي فرض حظر علي جميع صادرات المواد الخام بما في ذلك السلع الاساسية الهامة مثل القطن و الغاز الطبيعي , كي يتم استخدامها في الانتاج المحلي. ويقترح زيادة الرسوم علي الشركات التي تستخدم الموارد الطبيعية وكذلك العقارات و المعاملات في سوق الاسهم. وفي نفس الوقت يرغب في توسيع القطاع العام , الذي يشهد تضخما بالفعل , لخلق مزيد من فرص العمل للفقراء.
واكد المعارض اليساري البارز ان جبهة الانقاذ الوطني ستعمل علي اسقاط الدستور الجديد بكافة الوسائل السلمية. مؤكدا ان هذا الدستور فشل في ضمان التزام الدولة بحماية الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية للفقراء .
و اعترف صباحي بالاختلاف الواسع بينه و بين بعض الاحزاب التي تضمها الجبهة بشان السياسات التجارية , غير أنه اعرب عن امله في ان تحقق وحدتهم معا غالبية في الانتخابات البرلمانية , مشيرا الي انه سيكون امرا جيدا ان يكون الرئيس من الاخوان بينما يتشكل البرلمان ومجلس الوزراء من القوي الديمقراطية و الوطنية.
وقال : ' ان مصر في حاجة الي رئيس يلهم المصريين. لماذا يتحمل الفقراء العبء وحدهم؟ قد يتحملون من اجل الامل , لكن مرسي ليس لديه حلم , ولا يعرف كيف يفعل هذا ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق