فيلم احراق الوفد يشغل الدنيا و يشاهده الملايين !


عندما اُحرق 28 مقرا ل ' الحرية و العدالة ' -- لم نسمع من ' الديمقراطيين ' علي فضائيات مبارك اية ادانة!! -- ولم تلق علينا قنوات الاموال المنهوبة , دروسا في كيفية الخلاف ' الحضاري ' مع الخصوم!! -- وعندما حاصر البلطجية الشيخ المحلاوي وتحديد اقامته في مسجد القائد ابراهيم , اعتبر ' التنويريون ' هذا الارهاب ممارسة ' تنويرية ' ضد داعية ' الظلامية ' في الاسكندرية!!


الست ' لميس ' اغلقت الهاتف في وجه نادر بكار , لمجرد انه طالب بادانة التعدي علي المحلاوي , بذات الحماس الذي ندين به الاعتداء علي حزب الوفد! -- فالاخير في نظر داعية ' المواطنة ' مصري كابر عن كابر -- اما المحلاوي , فهو ' تيواني ' متسلل الي مصر ولا يستحق اية حقوق -- وحلال فيه ' قطع رقبته ' .!


عندما قُتل ' صحفي ' رحمه الله يعمل في جريدة ' فلولية ' في احداث ' الاتحادية ' -- اقام الاعلام ' الفلولي ' حلقات ' جنائزية ' وبكائيات ليلية , تاجرت بدم الزميل الضحية , ووظفته في تصفية الحسابات و الاحقاد مع الرئيس المنتخب -- فيما اعتبر مقتل ثمانية من الخصوم بعضهم سقط بالسلاح الطائفي نزهة صيد ل ' ارانب ' برية مستباحة!! ولم يعبا بدموع الامهات ولا بآلام الآباء و الزوجات اللاتي ترملن وهن في مقتبل العمر -- غاية الخسة و الرخص في ادارة الخلافات السياسية.


اما حكاية ' الاعتداء ' علي الوفد -- ففي تقديري لن تكون الاخيرة , وربما نسمع قريبا عن حكايات مشابهة لعدد من مقار الواجهات التي يتخفي خلفها حتي الآن نظام مبارك , ويدير شغب الشوارع واثارة الفزع و الفوضي من داخلها.


نكتة حرق ' الوفد ' جاءت كرد فعل متعجل علي نتائج الاستفتاءات , وكبروفة لسيناريوهات مشابهة , وكبالون اختبار لقياس قدرتها علي ارباك الشارع واثارة الفوضي للشوشرة علي ' صدقية ' الاستفتاء.


الاعتداء علي الوفد ' تمثيلية ' فولية ' بايخة ' -- و التيار الشعبي , بدا في ' جر الشكل ' و التمهيد للاحتذاء ب ' تمثيلية ' الوفد , وطفق يردد الكلام ' الخايب ' عن فرض حراسة مشددة حول مقاره خوفا من الاعتداء عليه من قبل انصار ابو اسماعيل.
ولعل البعض يتذكر ان حزب الوفد ومقر جريدته لم يتعرض طوال تاريخه للهجوم المسلح الا من قبل القيادات الوفدية الكبيرة ذاتها -- كان آخرها عام 2006 , عندما تعرضت القيادة الشرعية في ذلك الوقت للحزب ل ' انقلاب ' مسلح , وشن انصار محمود اباظة هجوما بالاسلحة وقنابل المولوتوف علي مقر الحزب للاطاحة بالدكتور نعمان جمعة -- وهذه قصة معروفة وشهيرة فلا داعي للقيام بدور ' المسالم ' و ' الضحية ' و الايمان بادارة الخلافات السياسية بالطرق السلمية المشروعة.
تاريخ الوفد اذن يؤكد ان من حرق مقاره هم الوفديون انفسهم -- ومن تجرا علي حرق المقار اول مرة , فلن يردعه رادعٌ حال قرر حرقه مرة اخري و ' تلبيس ' القضية لآخرين علي خلاف عميق مع الموقف الرسمي للحزب ازاء الاستفتاء علي الدستور .

ليست هناك تعليقات :