حرق او اقتحام المقرات لعب بنار ستحرق الجميع. هذا ما قلته بوضوح وكتبته اكثر من مرة اثناء حرق مقرات جماعة الاخوان وحزب الحرية و العدالة و التي اتت علي 28 مقرا ونهب محتويات بعضها.
ثم جاءت الكارثة الكبري بمهاجمة مسجد القائد ابراهيم وهو مسجد تاريخي جري حصار المصلين داخله ومعهم الداعية الشهير الشيخ احمد المحلاوي لمدة عشر ساعات بدون طعام او شراب بحضور اجهزة الامن التي تعللت بانها تحاول اخراجهم بدون خسائر.
الكارثة الاكبر هو الصمت الاعلامي عما حدث كانه يقع في دولة اخري. قناة او اثنتان من القنوات الخاصة تناولت الموضوع الخطير , لكن بتغطية ضعيفة تسربت منها الاتهامات ضد الشيخ المحلاوي باساءة استغلال المنبر سياسيا ودعوته للتصويت بنعم , وذلك نفاه الشيخ مستدلا بوجود خطبته علي اليوتيوب.
قلت امس ان وزارة الداخلية لم تقم بدورها. وحذرتها في وقت سابق بان وقوفها موقف المتفرج علي حرائق المقرات سيوسع الخرق علي الراتق , ليس بدواع انتقامية فقط , بل بدخول البلطجية و الفلول علي الخط لحرق مصر كلها نتيجة اطمئنانهم بان الاجهزة الامنية لن تؤدي واجبها.
الصمت الاعلامي تجاه مسجد القائد ابراهيم تحول الي ضجيج وحفلة زار بعد مضي دقيقة واحدة من سقوط شمروخ اشعل حريقا محدودا داخل مقر حزب الوفد في الدقي حسب تاكيد الاجهزة الامنية. ونحن لا نعرف من وراء هذا الهجوم بعد ادانة التيارات الاسلامية له ونفي الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل اي مسئولية لانصاره الذين كانوا في مظاهرة سلمية بميدان لبنان احتجاجا علي ما حدث لمسجد القائد ابراهيم فاطلقت عليهم الشرطة الغازات المسيلة للدموع دون سبب .
الوفد الذي لم يدن اي حرائق سابقة , نظم رئيسه السيد البدوي حفلة زار ضد وزارة الداخلية ورئيس الجمهورية , واعتبره راعيا للفوضي.
قبل ذلك لم يعتبر حرق المقرات ونهبها فوضي , وحتي عندما ' انضرب ' علي قفاه في ميدان التحرير لم يرتدع ويطلب من وزارة الداخلية ان تحمي الجميع ولا تدع اي فصيل يتعرض للرعب , بل اعتبر نفسه بطلا مغوارا لا يقل عن سعد زغلول ومصطفي النحاس!
اضرام النار واقتحام المقرات في اي مبني داخل مصر سيكون كارثة علي الجميع , لا فرق في ذلك بين مسجد وكنيسة او بين مقر للحرية و العدالة وآخر للوفد او غيره , وهذا ما يجب ان يتيقنه الجميع واولهم الفضائيات و الصحف الخاصة.
يبقي ان ينتبه الاسلاميون الي ان هناك من يريد جرهم جرا الي المستنقع الانتقامي ليفسد الاستفتاء علي الدستور -- فهل هم منتبهون من اجل مصر ومن اجل شعبها الذي خرج في كثافة غير مسبوقة شهدت بها الطوابير الطويلة امام لجان الاستفتاء ليقول كلمته عبر الصناديق بلا او نعم؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق