مصيرنا بين الحوار و طريق الدماء


دعوة السيد رئيس الجمهورية للحوار , ابتداء من اليوم السبت , مهمة للغاية , رغم انها جاءت خجولا متاخرة وتضع الجميع تحت سيف الوقت المحدود و المحدد سلفا .


هذه الدعوة , مثلها مثل اي دعوة للحوار السياسي الجاد , يجب ان تشمل مجموعة من العناصر :

1_ تحديد واضح للمستهدَفين بالحوار , هل هي اقطاب المعارضة صاحبة المشكلة ام دعوة عامة فضفاضة لجميع الاطياف ؟

2_ تحديد محدد وضيق لجدول الاعمال المطروح , مما كان يستلزم وجود صياغة مبدئية من بعض الحكماء الذين يتقدمون بمثل هذه ' الاجندة ' .

3_ تحديد مجموعة بدائل بآليات تنفيذية.

4_ الاجابة عن السؤال الكبير : هل هو حوار بمعني قاعة كبري يتحدث فيها الجميع ام نقاش لجمع متوسط تنتج عنه صياغة ام تفاوض جدي بين ممثلي الاطراف المعنية في اضيق نطاق يؤدي الي ورقة نهائية تحظي برضا الجميع بشكل توافقي .

انا شخصيا , وعلي قدر فهمي المحدود , افضل ان يكون الامر محددا سلفا بورقة عمل بجدول اعمال دقيق يتبع اسلوب التفاوض الجدي لاسماء محددة بعينها من القوي النافذة القادرة علي حسم قرارات القبول او الرفض او التعديل لنصوص القضايا المطروحة للنقاش .

و اخشي ما اخشاه واضع يدي علي قلبي رعبا من حدوثه هو ان تكون جلسة الحوار هي جلسة علاقات عامة او تبرئة ذمة او مناسبة تصوير اعلامي وفوتوغرافي .


الاسوا من عدم الدعوة للحوار هو الدعوة اليه ثم الفشل فيه .

بديل الفشل , لا قدر الله , لا يؤدي الا الي طريق واحد مخيف وهو ' سكة اللي يروح ما يرجعش ' التي حذرنا منها سابقا.

الوصول الي الطريق المسدود او منطقة اللاعودة في الحوار هو بداية طريق الصدام و العنف و الدماء التي تغلَق امامها كل ابواب الامل في التحرك اي خطوة نحو الامام.

التفاوض الجدي هو حالة تغيب عن العقل السياسي المصري .

ما حدث في مدن مصر وحول الاتحادية وعند تمثال نهضة مصر وما حدث من جرحي وشهداء ومن حرق مقار وتعدٍّ علي رموز سياسية هو اعلان فشل لكل الساسة وكل ابواب الحوار في هذا البلد الصبور.

لذلك كله اعتقد ان الايام القليلة القادمة هي مصيرية في اختيار طريق السلامة او طريق الدماء لا قدر الله .

ليست هناك تعليقات :