اثناء ازمة الاعلان الدستوري وجدل الدستور , لاحظت ان الاعلام المصري الرسمي و الخاص ضد الرئيس مرسي!! -- وكلاهما يحملان جينات ' امن مبارك ' -- ورغم الفارق ' القانوني ' الظاهر فيما بينهما , الا انهما يتشابهان في ان صفوت الشريف وببراعة فائقة جمع بينهما علي ' فراش واحد ' .
المدهش , اني لاحظت في الآونة الاخيرة ان الاعلام العربي , ما عدا الجزيرة , يتصرف ازاء تطور الاحداث في مصر , وكانه خرج من ذات ' الرحم ' الاعلامي المصري , الذي تستعر بداخله شهوة استقبال ' نطف ' المال الفلولي الهارب من الملاحقات القضائية خارج مصر.
قرات منذ ايام تقريرا في احدي الصحف العربية الشهيرة , عن ' الاستفتاء ' وخُيل الي وكان من كتبه البرادعي او حمدين صباحي او عمرو موسي او السيد البدوي!
صحيفة عربية اخري كتبت مانشيتا يقول مرسي : سافرض الحجاب بعد الاستفتاء!! -- ناهيك عن سلسلة المقالات اليومية التي تهاجم الرئيس ذاته , وتحاول ' شيطنته ' -- وتصور الاحداث في مصر , وكانها طبعة مستنسخة من ثورة 25 يناير!!
بل ان احدي الصحف الكبري صدرت بمانشيت كبير يقول : ثورة جديدة علي ' دستور الاخوان ' !! -- وان مرسي بات ' بلا شرعية ' !
المدهش ان كل هذه الصحف تصدر او تمول ' في او من ' دول لا شرعية لحكامها الا شرعية ' القمع ' و ' السلاح ' الجاهز لحصد الآلاف من ' المعارضين ' اذا اقتضي الامر.
بلغت السذاجة -- واستخفاف العقول ' المستلبة ' , مبلغ تصوير الوضع وكان شرعية مرسي يقررها الصحفي حمدين صباحي و المحامي سامح عاشور -- وليس الملايين الذين ادلوا باصواتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة.
تطابق المواقف بين التيار الليبرالي المتطرف و اليساري الاكثر تطرفا , و العلماني الاستئصالي داخل مصر مع الاعلام العربي خارجها -- يشير الي ان ثمة فزعا ومخاوف لا حدود لها من نجاح تجربة حكم الاسلاميين في مصر.
في بيروت منذ ايام قال لي مثقف عربي بارز , عندما ناقشته في تلك الظاهرة , ان نجاح الاسلاميين في مصر -- سيُحدث زلزالا كبيرا في المنطقة العربية كلها , بما فيها دول الربيع العربي التي باتت غير مطمئنة لذات التجربة لحداثتها.
واكد ان ما يحدث في مصر -- ومن الاعلام العربي خارجها , يستهدف افشال الرئيس مرسي , وخلق بيئة سياسية تهدر طاقات التغيير و الابداع , في منازعات واضطرابات سياسية تقطع الطريق عن الرئيس من انجاز اي نجاح يضاف الي رصيد الاسلاميين عند الراي العام.
المسالة اذن ان ثمة تحالفا شيطانيا و عدوانيا -- يجمع دولا عربية مع ما يسمون ب ' التيارات المدنية ' لن يتورع عن استخدام كل الاساليب القذرة التي تستهدف الرئيس ذاته -- وهدفهم واضح ومحدد , وهو افشال الرئيس -- واجهاض تجربة الاسلاميين في الحكم , انقاذا ل ' الطواغيت ' التي ما زالت تحكم عواصم عربية بالحديد و النار .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق