دخلنا في الجد و لا وقت للهزار مع أقلية تريد خراب الوطن


اليوم دخلنا في الجد , ولا وقت للهزار , واصبحت الصورة واضحة و الخريطة محددة و الاهداف صريحة , علي الاغلبية ان تتحرك اليوم قبل غد , فتكلفة الحركة في الشارع و الميادين اليوم محدودة للغاية ونتائجها حاسمة , اما اذا تاخرت الاغلبية عن النزول و الحركة فان تكلفة اي حركة بعد ذلك ستكون باهظة ونتائجها قد تكون بعد فوات الاوان , ما حدث امس هو فصل جديد في محاولة صناعة ' صورة ' اعلامية للتسويق لاعطاء الانطباع بان الشعب هو مع هذه القلة المنظمة التي تحاول ان ترسخ مبدا ' الفيتو ' لاول مرة في السياسة المصرية , حيث تمتلك اقلية شعبية حق النقض لاي قرار واي سياسة واي سلطة , وان تمتلك تلك الاقلية حق نقض قرار الشعب نفسه , بل حق الوصاية علي الشعب ومنعه من قول كلمته كما تملك حق نقض قرارات رئيس الجمهورية , ولا تخفي هذه الاقلية احتقارها للشعب المصري بتصريحاتها الدائمة عن انه شعب جاهل وامي ويمكن شراؤه باكياس السكر وزجاجات الزيت , في اسوا صور الاحتقار لشعب و الاهانة للديمقراطية ذاتها , وتتحالف هذه الاقلية السياسية مع فلول الدولة العميقة في الاعلام و القضاء ورؤوس اموال الحرام اضافة الي الدعم الهستيري الذي تتلقاه من دول بالخليج يفزعها نجاح التجربة المصرية وتعمل بكل سبيل لافشالها وجعلها عبرة امام شعوبها حتي لا تفكر في التغيير او الاصلاح .


كان اخطر ما تمخضت عنه مظاهرات الامس هو وضوح العمل علي الانقلاب علي الشرعية واطاحة الرئيس , فلم يعد بعض رموز المعارضة يتحدثون عن نضال شعبي وتعديل سياسات , بل الحديث امس كان واضحا ان الشرعية سقطت عن الرئيس المنتخب لان عدة آلاف تظاهروا ضده في شارع بحي مصر الجديدة , وبعضهم اعلن عن التجهيز لتشكيل حكومة جديدة وفي الطريق مجلس رئاسي ايضا , وهي افكار مجنونة وانتحارية , لكنها مع الاسف يمكن ان تثير اجواء من الفوضي اذا تُرك لهم الشارع للعبث به , ولا اقصد هنا استعداء اجهزة رسمية علي هذا الحراك العنيف , فهذا خط احمر للجميع , لا يمكن ان نقبل به بعد ثورة يناير , كما ان الاجهزة الرسمية ليست في معرض التضحية من اجل اي قوة سياسية و المتيقن انها ستترك الشارع لمن يهيمن عليه دون اي رغبة في الصدام , وانما اقصد ان يكون لتيار الاغلبية حضور شعبي مكثف ويومي في الشارع , وبشكل خاص للعشرة الايام الحاسمة القادمة حتي موعد الاستفتاء , لان كل هذا التهييج و العصبية و الاثارة القصد منه قطع الطريق علي الدستور , ومنع الشعب من الوصول الي صناديق الاستفتاء , لان الشعب اذا خرج يوم الاستفتاء بملايينه وقال : نعم , فقد قطع بسيف الحق رقاب كل هؤلاء المدعين بالباطل حديثا باسم الشعب , وينتهي الامر , ولذلك سوف يتم التصعيد وبشكل عنيف للغاية ومتهور خلال العشرة ايام القادمة في الشارع وامام بعض مؤسسات الدولة , وهو سلوك خطير ومقلق ينبغي التصدي شعبيا له بشكل عاقل وسلمي ولكن صارم وكبير وسريع وبدون ادني تردد , فهذا وحده الذي يبطل هذا الابتزاز الذي تمارسه الاقلية في الشارع , الحشود اليومية التي تحركها القوي الشعبية التي تمثل غالبية الشعب المصري واعتصاماتها في الميادين بشكل يومي تصبح ضرورة قصوي خلال العشرة ايام القادمة لانقاذ الوطن من هذا الابتزاز وايقاف المؤامرة , وبغير هذا ' الردع ' الشعبي فان مسالة الوصول الي الدستور ستكون محل شك كبير , وربما ما هو اسوا ننتظره , لان هناك الآن من قرر استخدام اقصي درجات العنف الشعبي لمنع الاستفتاء وهناك من قرر الاطاحة بالرئيس مرسي نفسه .

ليست هناك تعليقات :