شن الدكتور يسري حماد الناطق الرسمي باسم حزب النور السلفي , هجوما حادا علي القوي الليبرالية , متهما اياه باستغلال نسبة الامية المرتفعة لدي الشعب المصري , لدعوته الي رفض الدستور.
و قال حماد في بيان صادر عنه , بعيدا عن الزيت و السكر و ما يروجه فئة من الاعلاميين ان هناك من يقوم باجتذاب فئات الشعب لصالحه بمخاطبة البطون , الا ان التيار الليبرالي مستخدما الاعلام قام باكبر خدعة في تاريخ مصر الحديثة , عندما اقنعوا المواطنين ان يصوتوا ب ' لا ' للدستور مستغلين ارتفاع نسبة الامية , وعدم اقبال المصريين علي القراءة كسمة غالبة فقاموا بتسويق دستور آخر غير المعروض للاستفتاء.
واضاف , ترويع المواطنين وخلق حالة من الرعب بعد الاعتداءات المتكررة و الحرائق التي اشعلت في مقرات حزبي الحرية و العدالة و النور في جميع ارجاء الجمهورية , و التي قيدت كلها ضد مجهول , ولم تحرك الشرطة ساكنا , ولم توجه العدالة اصابع الاتهام لاحد كان الهدف منها خلق حالة من الرعب و الهلع تمنع الاسر المصرية من النزول للاستفتاء.
من جانبها , جددت الدعوة السلفية اقتراحها باخلاء جميع الميادين وايقاف التظاهر , مشيرة الي ان نتائج الاستفتاء ستحدد خارطة الطريق للمرحلة.
واكدت الدعوة السلفية في بيان رسمي مساء امس الاحد , ان مصر آمنة وستظل كذلك , مضيفة , دعاوي الحرب الاهلية في حالة اقرار الدستور و الطعن في نتيجة الاستفتاء مسبقا كلها محاولات للقضاء علي المسيرة السلمية للثورة المصرية وتدمير للديمقراطية التي ينتسبون اليها , وتعريض مصالح البلاد لمخاطر لا يستفيد منها الا الاعداء , سائلة الله ان يجنِّب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وقال بيان الدعوة , قد غلَّظ الله _عز وجل_ حرمة الدماء و الابدان و الاموال ونهي عن افسادها , فقال _تعالي_ : ' مِنْ اَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَي بَنِي اِسْرَائِيلَ اَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسا بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعا وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا ' ' المائدة : 32 ' , وقال _عز وجل_ : ' وَلا تَعْتَدُوا اِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ' ' البقرة : 190 ' , وقال _تعالي_ : ' وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ' ' البقرة : 205 ' , وقال النبي _صلي الله عليه وسلم_ : ' كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَي الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ' ' رواه مسلم ' , ثم غلظ الله حرمات فجعلها اعظم من غيرها , منها ' حرمة الكبير و العالم ' , فقال _صلي الله عليه وسلم_ : ' مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا , فَلَيْسَ مِنَّا ' ' رواه احمد وابو داود , وصححه الالباني ' .
وتابعت قائلة : قد كنا نتلو هذه الآية كلما تعرضت المساجد لحملات تضييق من الطغاة فيما مضي , وما ظننا اننا سوف نذكِّر بها افرادا من شعبنا تربوا علي تعظيم المساجد ومعرفة حرمتها , و الدعوة السلفية اذ تذكِّر الجميع بهذه المعاني الشرعية تبدي بالغ قلقها من ظاهرة العنف التي تسربت الي ثورتنا السلمية , و التي بدات بعض فصائلها في استعمال سلاح الارهاب و الترويع في وجه بعضهم البعض.
وطالبت الدعوة السلفية جميع الفصائل ان يعلنوا , ان المساجد خط احمر لا يجوز المساس به قط , وكون احد المساجد كمسجد ' القائد ابراهيم ' قد اصبح رمزا للثورة لا يعني هذا تحوله الي ساحة سباب وشتائم , بل وحرائق ومولوتوف , بل كان ينبغي ان يكون الامر علي العكس تماما , و التاكيد علي المعاني الاسلامية و التقاليد المصرية الراسخة في احترام العلماء واحترام كبار السن , فكيف بمن جمع بين هذا وذاك مثل الشيخ ' المحلاوي ' _حفظه الله تعالي_؟.
كما طالبت الدعوة السلفية جميع الفصائل ان يعلنوا التاكيد علي ان الائمة و الخطباء وهم يمارسون دور التوجيه و التربية لهم حصانة تماثل حصانة الاعلاميين , بل تزيد وهذا لا يمنع من نصحهم ممن اراد ان يوجِّه لهم نصحا , او ان يشتكي احدهم اذا لزم الامر الي وزارة الاوقاف في مساجد الاوقاف , او الي مجالس ادارات الجمعيات الخيرية في المساجد الاهلية.
واكدت الدعوة السلفية في هذا الصدد , علي ان بيان موقع الشريعة من الدستور , وبيان مفهوم الحرية في الاسلام هي من باب السياسية الشرعية , وان كانت ثمة تفاصيل اخري المنبر ليس مكانا مناسبا لتناولها.
واستنكرت الدعوة السلفية احراق مقرات الاحزاب , حزب الحرية و العدالة و الوفد , وكذلك مقرات الاخوان المسلمين , كما استنكرت حصار مسجد ' القائد ابراهيم ' ومحذرة من تكرار ذلك.
ودعت جميع الاحزاب , ان تعلن بالقول و الفعل ان خلافها السياسي لا يُحل الا بالطرق السلمية , وان يتبرا كل حزب ويشجب الاعتداء علي احزاب الخصوم السياسيين بنفس الدرجة , بل اشد من ادانته للاعتداء علي مقراته , فان الفتنة اذا اشتعلت اكلت الجميع , مضيفة , التمييز بين التظاهر السلمي المكفول لكل احد وبين محاصرة المؤسسات بما في ذلك المحكمة الدستورية وقصر الاتحادية ومدينة الانتاج الاعلامي ومقرات الاحزاب , وينبغي ان تتعهد اي جهة تنظم اعتصاما سلميّا او مظاهرة سلمية , بعدم ايواء اي عناصر غير سلمية بينها تحت اي ذريعة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق