
لم يعد امام معارضي الرئيس مرسي ومعارضي الديمقراطية من التيارات الليبرالية و اليسارية الذين لديهم عقدة من تفوق الاسلاميين عليهم في الانتخابات , سوي الحوار الذي دعا اليه الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي اليوم السبت او الاحتكام لصناديق الانتخابات وترك الشعب يقول كلمته في الاستفتاء علي الدستور .
للاسف بعض هؤلاء تصور ان دعوة الرئيس للحوار ضعف , ولا يزال يغني علي ليلاه بمزاعم ان شرعية الرئيس ضاعت و الاعلان الدستوري غير شرعي , ولا يدرك ولا يريد ان يفهم ان الرئيس مرسي هو الرئيس الوحيد المنتخب في البلاد , وانه السلطة الشرعية الوحيدة , ومن حقه _قانونا_ اصدار اعلانات دستورية , وان قرار الدعوة للاستفتاء ' سيادي ' , وليس من حق احد الاعتراض عليه.
ولو ظل غلاة المعارضة يرفضون الحوار فليس من حقهم بعد هذا الزعم ان الرئيس ' عنيد ' , وانه يرفض الحوار , او انه يفرض عليهم شيئا.
مشكلتهم _حتي ولو كان عددهم كبيرا_ انهم يتصورون انهم يتحدثون باسم الشعب كله , وعندما تقول لهم تعالوا نحتكم لصندوق الانتخابات يرفضون , ويعترفون سرا بان الشعب سوف يوافق علي الدستور , مشككين في اهلية الشعب المصري , وانه شعب امي او جاهل كما يقول بعض الليبراليين للاسف.
الرئيس فتح الباب لحوار وطني , اليوم السبت , لكي يجتمع فرقاء الثورة _لا الفلول_ لمناقشة نقاط الخلاف و الوصول لحلول توافقية ترضي المعارضين دون المساس بقرارات الرئيس السيادية , كاجراء الاستفتاء علي الدستور , او حقه في اصدار اعلانات دستورية , واعلن استعداده للتخلي عن المادة السادسة في الاعلان الدستوري التي تقلقهم , كما سيناقش معهم غالبا فكرة استخدام حقه في تعيين ثلث اعضاء مجلس الشوري لتعيين هؤلاء المعارضين في هذا المجلس , ومن يتخلف ليس من حقه ان يطالب بالحوار لاحقا.
مشكلة المعارضة اليسارية و العلمانية الحقيقية هي ان لديها عقدة من توجه الشارع المصري في كل الانتخابات لانتخاب الاسلاميين , ولهذا بدءوا يشككون في الشعب نفسه , ويرفضون اللجوء لصندوق الانتخابات لانه سيظهر حجمهم الحقيقي , بل بدءوا اللجوء لوسائل العنف و الارهاب , مثل حرق مقرات حزب الحرية و العدالة و الاخوان ومحاصرتها , علي الرغم من انهم سارعوا لادانة حرق احد مقرات احمد شفيق الانتخابية!!.
سوف يكتب التاريخ ان هؤلاء المعارضين من ورق المشتاقين لكرسي السلطة وضعوا ايديهم في يد فلول النظام السابق , وسمحوا لهم بتدنيس ميدان التحرير , وانهم تغاضوا عن حرق مقرات الاخوان واستخدموا العنف لعجزهم عن مقارعة الاسلاميين في انتخابات حرة , بل حرضوا علي اقتحام القصر الرئاسي , وقتل قادة الاخوان , ولعب اعلامهم الممول من المال السياسي الفاسد لعبة قذرة لغسيل مخ الشعب المصري .
سوف يكتب التاريخ ان هؤلاء حرضوا امريكا و الغرب علي التدخل في مصر لمنع ' النظام الاسلامي ' -- وسيكتب انهم وضعوا ايديهم في ايدي الصهاينة و الامريكان للتحريض ضد الثورة المصرية و هدمها .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق