
و باستثناء ايام المطر الشديد , لم يفت علي تومي اي قداس منذ رافق نعش صاحبته في دفنها , حتي بات الكاهن دوناتو بانا يقبل بوجوده امام المذبح الذي غالبا ما يغفو قربه , او يبقي هناك هادئا يتامل بالمصلين , و راضيا باستعادة ذكري المراة التي ربته و اعتنت به في حنو وثيق جعله لا ينساها و وفيا لذكراها حتي عبر صيته ايطاليا و اصبح علي كل لسان في هذا البلد و استحق لقب أشهر كلب ايطالي .
و كانت صاحبته تقيم وحيدة مع 4 كلاب مشردة استقبلتها في منزلها , و من بينها تومي , و كانت تغمرها بعطفها و حنانها , و كان تومي الكلب المفضل لديها , و يلحق بها طوال اليوم اينما تنقلت , خصوصا عندما كانت تخرج من المنزل لشراء حاجياتها , و كان ينتظرها عندما تخرج من الفرن او من عند البقال .
و قبل وفاتها كان تومي يبقي دائما امام باب الكنيسة ينتظرها كلما مضت اليها لتستمع للمواعظ في ايام الآحاد , لكن منذ سمح له الكاهن بالدخول خلال مراسم دفنها بات ' تومي ' يحضر كل المواعظ و مراسم الزواج و العماد و الدفن في البلدة , و كانه يريد ان يعطي للانسان درسا في كيف يكون الوفاء و الاخلاص .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق