واضاف : ' نحن علي يقين من ان الله عز وجل يحفظ هذه الامة , لكن مع هذا اليقين لا بد من يقظة ووعي ابنائها بما يُحاك لها من المؤامرات تلو المؤامرات , وبما يكيده الاعداء من مكر الليل و النهار ' .
واشار بديع الي ان من سنن الله سبحانه في خلقه ان ينزل بهم البلاء و الفتن , ليُعلم معادن الرجال , وليظهر المؤمن من المنافق , و الصادق من الكاذب , و الطَّيِّب من الخبيث.
واعتبر بديع ان من اهم اسباب الفتن التي تحيط بنا تكمن في ضعف الايمان وضياع العلم , وانتشار الجَّهل , وذيوع الشُّح , وزيادة الاطماع واعجاب كل ذِي راي برايه , وكثرة الضغائن و الاحقاد واضاف : ' كلّها يُفضي بعضها الي بعض , لتصل بالامة الي التفرُّق و التَّمزُّق المؤدي الي الصراع و القتل ' .
واكد بديع ان خطورة الفتن تتجلَّي في انها حين تنزل لا تُميِّز بين من اَشْعَلها ومن لم يُشْعِلها , ولكنها نارٌ تحرق وتَكْوي الجميع , وشررها يتطاير فيصيب الناس كافة , كما انها تُنْزِل الخراب و التدمير في الدِّيار , وتُهْلِك الحرث و النسل بحسب تعبيره.
واشار بديع الي ان الفتن تطمس القلوب وتجعلها صَلْدَة سوداء مظلمة لا تنبض بقطرة ماء تمنح الحياة , ولا تنبض بخير ينفع الناس , ولا تعرف رحمة تضفي منها علي من حولها , كما انها لا تميز بين المعروف و المنكر.
ودعا بديع الي التَّثَبُّت مما يقال , و الحذر كل الحذر من الشائعات التي يُطيِّرها افراد وجماعات ومؤسسات شغلها الشاغل اطلاق الشائعات ونثرها في الفضائيات , لنشر الفتن , وزرع الخلاف , وبثِّ الاحقاد , وايغارِ الصُّدور , وتفريق الامة , وتسعير الحروب بينها فتذهب قوتنا , وتُبدَّد قدراتنا , ويتحقَّق فينا ما حذرنا منه.
و أكمل بديع : ' ويزيد من خطورة الشائعات في عصرنا كثرة الفضائيات التي يجري بعضها وراء الاخبار بدون تدقيق , حيث ان الشائعات غالبا ما تكون مثيرة للفضول و يتم التكرار حتي يتصوَّر الناس انها حقائق واقعة ' .
واكد بديع ان هذا الذي يجري في كثيرٍ من بلاد المسلمين ليس الا سلسلة من المكر السيئ , و الكيد العظيم , من اكابر المجرمين الذين لا يريدون للامة رُقِيّا ولا نَهْضة , ويابون الا ان تظلَّ الامة الاسلامية ذليلة لا عِزَّة لها , ضعيفة لا قُوَّةَ لها , تابعة لا متبوعة , مُوصَي عليها لم تَصِل الي الرُّشْد , ولا تقدر علي ان تدير امرها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق