هاني صلاح الدين ... تابع الكثير من المصريين علي مدار الايام الماضية ما حدث من جدل واسع بين قيادات جبهة انقاذ مصر , بعد المبادرة التي اطلقها عمرو موسي حول تشكيل حكومة ائتلاف وطني برئاسة الرئيس , وتوقف المظاهرات لمدة عام , وذلك من اجل انقاذ الاقتصاد المصري.
وادي هذا الجدل لتباين الرؤي حول مبادرة الرجل , بل وحول موسي نفسه , فمن قيادات الجبهة من اكتشف ان الرجل فلول , ومنهم من اتهمه بانه يريد تفكيك الجبهة , ومنهم من اكد ان عمرو موسي سيستغل قائمة الجبهة لتمرير عدد من المرشحين المحسوبين علي الفلول , وبالطبع لاحظنا جميعا بوادر الازمة داخل هذه الجبهة.
لكن ما نتوقف امامه انا وكثير من بسطاء الشعب المصري , الاتهامات الواضحة لموسي بانه فلول , وكان هذه القيادات استيقظت من غفلتها , وتناست ما كررناه من انهم استعانوا بالفلول خلال مظاهراتهم امام الاتحادية , من اجل تكثير اعدادهم , واسقاط نظام شرعي منتخب , وبالطبع شهدوا ما قام به هؤلاء من اغتيال شباب الاخوان و التيار الاسلامي , تحت سمعهم وبصرهم , بل بارك بعضهم هذه الجريمة التي لن ينساها لهم التاريخ , وسنحاسبهم جميعا امام الله عز وجل يوم القيامة , ونطالب جهات التحقيق بالكشف عن مرتكبيها.
وما نتوقف عنده ايضا في هذا الحدث , الانتهازية التي يتميز بها البعض من رموز هذه الجبهة , فعندما تقتضي معادلة السياسة الاستعانة بعدو فلا مانع , فالغاية تبرر الوسيلة , وعندما تقتضي المصلحة السياسية ايضا معاداة صديق فلا مانع , فكل شيء متاح , المهم التخلص من الاسلاميين. لذا لم استغرب مما اكده ابوالعلا ماضي عندما صرح لقناة الجزيرة مباشر ان احد رموز جبهة الانقاذ اكد له ان بعض المنتمين لهذه الجبهة لا يمانع من سقوط مصر من اجل اسقاط الاخوان , فهذه هي لغة السياسة الملعونة التي تعتمد علي فن الممكن الذي يبرر ارتكاب الجرائم لتحقيق المقاصد , ولكني مازلت اراهن علي المخلصين من ابناء هذا التيار , ان يلجموا شطط الطمع في السلطة , لمن ادعوا انهم مننا , واثبتت الايام انهم ضدنا كشعب ومصلحة وطن.
وهنا عليّ ان اثني علي موقف شباب 6 ابريل الذين اختلف معهم في كثير من المواقف السياسية , لكن اعلم انهم حريصون علي تنقية صفوف الثورة من فلول النظام السابق , ولعل زياراتهم للتيارات السياسية التي تسمي نفسها مدنية , من اجل التاكيد علي عدم ضم قوائمهم الانتخابية ايا من الفلول , دليل واضح علي شعورهم بالخطر من اعادة انتاج الفلول في شكل ثوار , كما حدث في الشهور الماضية.
ومازلت حتي الآن اراهن علي الرموز العاقلة و المخلصة من هذه التيارات , ان تتصدي لمن عمتهم شهوة الوصول للسلطة عن مصلحة الوطن , وتصحح مسارات تيارات المعارضة , لان اخوانهم من الاسلاميين حريصون علي ان تكون مصر للجميع , وما يختلف فيه يكون الصندوق الانتخابي هو الفيصل .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق