الزمر : العنف و الفوضى لن تمر بسهولة و من يريد التغيير يذهب للصناديق


قال عبود الزمر , عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية , السبت : ' لو دخلنا في فكرة ثورة ثانية , و الانسياق وراء افكار لتغيير النظام باسقاطه هذا لن يمر بسهولة , لان الطريقة الصحيحة للتغيير هي صناديق الانتخابات , وهو مبدا ارسيناه في مصر بعد الثورة , ولكن من دون هذا الامر , يستطيع اي فصيل لديه القدرة علي حشد 100 الف مواطن ان يسقط النظام , ولو نجح الداعون الي اسقاط الرئيس مرسي فيما يريدون , واستولوا علي السلطة , وجاءوا بالرئيس الذي يريدونه ما الذي سيمنع الآخرين من الحشد و التظاهر لاسقاطه , وقتها سندخل في دائرة مفرغة ' .

واعتبر ' الزمر ' , في حوار اجرته معه صحيفة ' الشرق الاوسط ' انه ' في المرحلة الحالية هناك متربصون بمصر ' , مخاطبا القوي السياسية التي دعت للتظاهر في ذكري الثورة , قائلا : ' نحن لا نشكك في نياتكم ونؤكد انكم وطنيون وتريدون استكمال الثورة , ولكن مع مراعاة السلمية وعدم اللجوء للعنف او اسالة الدماء , وانا مستبشر خيرا بان مصر ستعبر الازمة الحالية بعد الانتهاء من بعض الناس الذين يحركون المشكلات في الواقع الحالي ' .

و اضاف : ' اتصور ان هناك فريقا ساخطا علي الاخوان المسلمين وعلي خصومة شديدة معهم ويريدون الا تنجح تجربة الاخوان المسلمين , وليس التجربة الاسلامية , وهناك فريق له مصالح مع النظام السابق ويريدون ابقاء الوضع علي ما هو عليه الآن لان الثورة لو نجحت في تحقيق اهدافها يمكن ان تحاكمهم وتجرهم الي السجون ' , مشيرا الي ان ' الحل هو ان نعود الي مرحلة الوئام المجتمعي ' .

وعبر ' الزمر ' عن سعادته بانحياز القوات المسلحة الي ثورة 25 يناير , مضيفا : ' هي نقطة تحسب للجيش , واري في ذلك ردا للجميل الذي قدمه الشعب للجيش في ثورة يوليو 1952 ' .

وبسؤاله عن تقييمه لاداء الرئيس محمد مرسي في فترة حكمه , اجاب ' الزمر ' : ' سبعة اشهر مدة قليلة للتقييم وتحقيق انجازات علي مستوي دولة كانت تعاني من قدر كبير جدا من المشكلات السابقة و التركة الثقيلة من الاعباء و الفساد و التجاوزات ' , مشيرا الي ان ' ما تم تنفيذه من خطط لا ترضي طموح الجماهير في الشارع , التي باتت تشعر بالسخط علي الرئاسة ' .

وحول مخاوف البعض من هواجس ' الحكم الاسلامي ' , اعتبر ' الزمر ' ان ' هذا هاجس غير حقيقي لان التجربة الاسلامية لم تختبر , ودعني اسال سؤالا : متي قاد التيار الاسلامي المجتمع؟ , لم يحدث ذلك ابدا , وبالتالي المرحلة الحالية هي اول ممارسة حقيقية لحكم التيارات الاسلامية , ولا يستطيع احد ان يقول ان تجربة الحكم الاسلامي قاسية , لان هذه هي التجربة الاولي , وتاتي في ظروف صعبة , حيث تسلم بلدا خربا وبه فساد كبير __ كان الله في عون من يتولي الرئاسة الآن ' .

اما عن توقعاته حول الانتخابات البرلمانية القادمة , فقال ' الزمر ' : ' اتوقع استمرار سيطرة التيار الاسلامي علي اغلبية مقاعد مجلس النواب , لان التيار الجارف في المجتمع المصري يريد ان يعطي الفرصة للتيار الاسلامي , ولكنني اري ان هناك تنوعا في النسب التي سيحصل عليها كل حزب , اسهم الاخوان انخفضت في الشارع نتيجة الممارسة السياسية , لان اي فصيل يمارس السياسة يكون عرضة للنقد مما يعرضه لنقصان شعبيته بعض الشيء , لكن مجموع الاسلاميين سيظل كما هو ان شاء الله ' .

واشار ' الزمر ' الي ان الجماعة الاسلامية وحزبها تستعد للانتخابات البرلمانية , مضيفا : ' نرتب الامر حاليا , الاخوان المسلمون خارج هذا التحالف حيث انهم سيعدون قائمة انتخابية خاصة بهم , ونحن سنتحالف مع قوي اسلامية اخري ' , كما أكمل : ' وارد ان تنضم لنا قوي وطنية غير اسلامية , هناك قوي وشخصيات وقوي وطنية محترمة قد نتحالف معها , ونخلي لها بعض الدوائر ونعطيها اصواتنا ايضا اذا تم الاتفاق ' .

ووصف ' الزمر ' الدستور الجديد للبلاد بانه ' اقل من تطلعاتنا , ولكننا وافقنا عليه في مجمله , فهذا الدستور به الكثير من المواد غير المسبوقة في مجال الحريات وحقوق الانسان وغيرها , ووافقنا عليه من باب الوفاق الوطني , لانه يحمل في طياته اساليب تغيير مواده , عبر مجلس النواب المنتخب , لذلك سنسعي في الجماعة الاسلامية وحزبها ' البناء و التنمية ' , للحصول علي اغلبية تحقق لنا تمرير التعديلات التي يريد الكثيرون ان يتضمنها الدستور ' .

وبرر ' الزمر ' رايه بقوله : ' كنا نامل ان يكون محققا لقدر اكبر من الالتزام بالشريعة الاسلامية وجعلها المصدر الوحيد للتشريع ' , رافضا وجود مخاوف لدي المسيحين بسبب الحكم الاسلامي , مشددا علي ان الدولة تحاول ارضاء المسيحيين بشكل كبير , و ' بلا شك لا يوجد توجه لدي الجماعات الاسلامية علي اي مستوي لاضطهادهم ' .

وعن الوضع في سيناء , فاعتبر ' الزمر ' انه ' صعب بالفعل , وهناك عناصر جهادية بلا شك , ولكن اسباب ذلك تعود الي نظام مبارك الذي همش سيناء ' .

ليست هناك تعليقات :