معارضة بلا أي أخلاق و الدليل الامارات وائل قنديل


يظل السؤال معلقا : هل الدفاع عن كرامة و حرية المصري المغترب مبدا ثابت , ام انه مجرد ورقة في لعبة البوكر السياسي بين مختلف الاطراف المتصارعة بالداخل ؟

يلفت النظر ان البعض استقبل نبا عودة الوفد المصري من دولة الامارات دون التوصل لحل للمصريين المعتقلين هناك بنوع من الفرحة الطفولية و الشماتة فيمن ذهبوا , ومن هم قيد الاعتقال بتهم غامضة.

ولم يحاول احد ان يجهد نفسه في البحث وراء القصة ليبين لنا هل المصريون الذين يواجهون محنة في دولة مشمئنطة من نظام الحكم المنتخب بمصر اخوان واعضاء في خلية تخريبية فعلا؟ ام ان ابسط قواعد التفكير المنطقي الحر يجب ان تاخذ في الاعتبار ان هؤلاء انفق كل منهم عشرين عاما من عمره علي الاقل في الامارات , وهي فترة كافية لاي نظام امني متواضع لاكتشاف توجهاتهم وانشطتهم الارهابية , فما بالك بنظام امني يراقب دبة النملة ويرصد كل شاردة وواردة هناك؟

ان هذه الحالة من الابتهاج بتسريبات السلطات الاماراتية عن ان الوفد الرسمي المصري لم يبحث الا قضية الاحد عشر معتقلا من صفوة الكفاءات المهنية المهاجرة , دون ان يتطرق الي نحو ٣٥٠ مصريا مسجونين في الامارات , تعبر عن جاهزية لابتلاع النص الاماراتي وهضمه و التلذذ به , نكاية وشماتة في الدولة المصرية , دون ان يهتز ضمير احدهم تعاطفا مع مواطنين يعلم تماما انهم يدفعون ثمن لعبة سياسية كبيرة.

وبمناسبة هذا التسليم الاعمي بالرواية الاماراتية , لماذا لم يهتم احد بما ينتشر هذه الايام في الفضاء الالكتروني وما تطرق اليه محامون يدافعون عن المعتقلين المصريين من ان اعتقالهم جاء بعد رفع مذكرة الي السلطة في دبي استنادا علي ما ورد في مجلة ' انتلجنس اون لاين ' الفرنسية المتخصصة في شئون الاستخبارات عن ان ورثة عمر سليمان نائب الرئيس المصري المخلوع وآخر رئيس لجهاز المخابرات في حقبة مبارك قد قامت برفع دعوي قضائية ضد بنك دبي التجاري تتهمه باخفاء مبالغ ضخمة من ارصدة الجنرال عمر سليمان بعد وفاته.

ان احدا لا يسلم بصحة هذه الرواية , لكن الموضوعية تقتضي ان يتم التفكير فيها ووضعها في الحسبان حين ننظر الي حدوتة هذه ' الخلية ' التي قررت ان تكون ارهابية وتخريبية فجاة , بعد عشرين عاما من الاقامة و العمل في الامارات.

لكن الاهم في القصة كلها ان يبقي هناك حد ادني من الاستقامة تجعلنا ندافع عن حق الانسان وحريته بما هو انسان , دون تصنيفه سياسيا وفكريا وطبقيا.

ليست هناك تعليقات :