
جمال سلطان ... استطيع ان اؤكد ان اللاعب الاساس في عنف الشارع هذه الايام هم فلول النظام السابق , واستطيع ان اؤكد بالقدر نفسه ان قيادات بالمعارضة المصرية تعرف ذلك وتغض الطرف عنه , طالما انه يحقق شيئا من الضغوط التي تريد ان تمارسها دون ان تتورط فيها بشكل مباشر , وبعض الظواهر الجديدة تشير الي ان عمليات العنف تريد ان تتحول الي ما يشبه العمل المنظم و المقنن , مثلما سمعنا واطلعنا علي ظهور مجموعات غامضة ومجهولة لما يسمي باصحاب القناع الاسود , واي شخص يغطي وجهه اثناء العنف هو مجرم يعرف انه يمارس عارا سياسيا وخارج علي القانون وعلي الثورة نفسها ولا يريد ان يتعرف عليه احد , وعندما يظهر مقنّعون بقناع اسود فمن الممكن ان يظهر مقنّعون بالقناع الازرق ثم اصحاب القناع البنفسجي وتتحول البلاد الي ساحة تصفيات بين ميليشيات حقيقية طالما ان بعض اجهزة الدولة غائبة ومترددة , وانا اطالب شباب الثورة من جميع التيارات المدنية و الاسلامية بالقاء القبض علي اي شخص يظهر بين المتظاهرين وهو يخفي وجهه وان يتم تسليمه الي الجهات الامنية او جهات التحقيق بعد تحقق شباب الثورة من شخصيته ومعرفة هويته ومن ارسله , لان هؤلاء خطر علي الجميع , ويمكن ان يمارسوا العنف و القتل و التصفيات الجسدية ضد الجميع , هم يقولون انهم يتصدون للاخوان المسلمين , ولكني علي يقين من انهم سيمارسون العنف و القتل حتي ضد شباب الثورة , وسيكونون وبالا حتي علي الاحزاب التي تغض الطرف عنهم الآن وتتستر علي نشاطاتهم , لا يوجد ثائر حقيقي يخاف من ان يعرفه الناس.
اكتب هذه الاسطر قرب ظهر الجمعة ولم تتضح معالم احداث هذا اليوم , التي عادة ما تتبلور في نصفه الثاني , وعادة ما تشهد العنف المجهول المصدر في نهاية المظاهرات , لان من يمارسون العنف ويخططون له يكمنون حتي الاوقات الاخيرة , فهم غير معنيين بالاحتجاج السلمي ولا المظاهرات ولا حتي مطالب الثورة الحقيقية , هم عادة معنيون باهداف اخري ومدفوعون بقوة دفع لا صلة لها بالثورة , ومنذ بداية ثورة يناير وحتي الآن , وفي كل فعالياتها المهمة , كانت السلمية تجلها بالهيبة و القوة و الطهارة الثورية طالما كانت الحشود المليونية الحقيقية موجودة في الميدان , وعندما تذهب الحشود وينحسر الميدان وتبقي قلة قليلة ليلا تبدا دوامات العنف ومحاولات الحرق و التدمير لكل ما يمكن ان تطاله ايديهم , وهو سيناريو متكرر وان كان يزداد انفلاتا مع الوقت وبعد ان بدا الفلول يستعيدون شيئا من اتزانهم وشبكة علاقاتهم مع البلطجة ويتمسحون في الاحتجاج الثوري وسط حالة التمزق و الانقسام التي تعيشها القوي الوطنية التي قادت الثورة وانتصرت بها.
اتضامن مع كل مصري يخرج اليوم من اجل اعلان غضبه واحتجاجه علي عدم استكمال اهداف الثورة , واتضامن مع كل متظاهر اليوم يرسل رسالة رفض للتخبط و الاضطراب الذي ما زال حاضرا في ادارة كثير من شؤون الدولة وضد ممارسات سياسية خاطئة من حزب الحرية و العدالة , ولكني ايضا احتفل اليوم مع ملايين المصريين بانتصار الثورة وتحقيقها اهم انجازين يغيران تاريخ مصر الحديث , وهما انجاز الانتخابات الرئاسية وتولي اول رئيس مدني منتخب للسلطة في الجمهورية منذ تاسيسها , وانجاز دستور حديث وديمقراطي يحقق غالبية المبادئ التي طالما حلم بها المصريون للحرية و الكرامة و العدالة واستقلال السلطات و الانتقال السلمي للسلطة وتداولها , وادين بكل حسم ووضوح ايّ محاولة لافتعال العنف ايّا كان مصدره وايّا كان مبرره , واجزم بان من يمارس العنف في الشارع ضد اي شخص او مؤسسة رسمية او خاصة هو عدو لثورة يناير , ايّا كان انتماؤه , ويتوجب علي كل مخلص ينتمي بحق الي الثورة ان يوقف اي مشهد من تلك المشاهد وان يحول دون تشويهها للوجه السلمي و الاخلاقي الذي انتصرت به الثورة علي الديكتاتور ونظامه , وهو الوجه السلمي و الاخلاقي القادر علي اجبار ايّ قيادة سياسية جديدة علي الانصياع لمطالب الشعب.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق