عندما يتحول السياسي الى قاتل و الثائر الى بلطجي مصطفى النجار


تنشا النزاعات في المجتمعات التي تعجز عن التوافق وايجاد صيغة للتعايش بين افرادها , وفي كل التجارب الانسانية التي استطاعت النجاح كان دور النخبة قيادة المجتمع الي التوافق وادارة الاختلاف بآليات تبعد شبح تفتت المجتمع وتناحر فئاته , وكذلك تجنيبه ويلات اللجوء للاقتتال الداخلي لحسم الخلاف.

في مصر تقوم النخب السياسية المتصارعة بدفع المجتمع الي الاقتتال وصناعة الفوضي __ نحن امام طرف حاكم يجيد خلق المشاكل وفتح الباب للفتن , في مقابل طرف معارض يقوم باشعال المشهد اكثر , وبين الدماء التي تسيل يظل الطرفان يتبادلان اللوم وتحميل المسؤولية للطرف الآخر.

ملهاة من العبث و المعارك التافهة التي لا تعني عموم المصريين , وفشل في الجلوس لحوار يقود المجتمع للتوافق , استعلاء وعناد وعدم قدرة علي تقبل نقد الذات ومراجعتها , تقابله حالة مراهقة غير مسؤولة لا تقدر ابعاد الموقف المتازم , بل تقوم بتهيئة المناخ اكثر لصناعة الفوضي , التي تظن انها ستجعلها تقصي الطرف الآخر وتحل مكانه , وهذا وهم مرضي يستوجب العلاج.

تتصاعد حالة الاورجازم الثوري لدي البعض ممن فاتته اللحظة الثورية الحقيقية , فقرر ان يلحق بالثورة , لكن عبر تلويثها بمسار العنف. يجب ان يعلم كل من امتدت يده لصناعة عنف وتخريب او حرق منشآت خاصة او عامة انه يعمل ضد الثورة ويخصم من رصيدها لدي الناس.

كل من هللوا لمشاهد العنف وظهور ميليشيات علي الجانبين هم شركاء في القتل , كل من يعطي الغطاء السياسي للخروج علي القانون باسم الثورة يجرم في حق الوطن , كل من فشل في ادارة الصراع السياسي , فاحتمي وراهن علي الدماء لاسقاط خصمه هو نموذج للجبن و الخسة وعدم الاخلاقية.

كل من يعتقد ان صناعة الفوضي ستغير النظام واهم , ستحرق الفوضي الجميع وستزيد النظام رسوخا وقربا من عموم الشعب الباحث عن الاستقرار , و الذي سيتعاطف مع النظام الحاكم , وسيطلب منه الضرب بيد من حديد حتي لا تسقط الدولة.

كل من يحكم ويحتمي بجماعته وعشيرته ويعتقد انها ستحميه من الشعب , فيستعلي ويعاند ويتجاهل الواقع سيطاه الشعب ويلقي به في مخلفات التاريخ.

المقاتلون الالكترونيون الشجعان الذين يسبون كل من يدين العنف ويتهمونه بالخيانة , كفاكم استرخاء في حجراتكم المكيفة , وكفاكم نضالا من خلف الشاشات. لو مات لكم اخ او اخت من ذويكم في مواجهات العنف التي تباركونها وتصفقون لها ما كان موقفكم ليظل هكذا , وليست النائحة الثكلي كالمستاجرة.

الكل يتاجر بالدم , لانه بعيد عنه , ترقصون علي اشلاء الوطن وارواح الابرياء تزدريكم , فلا اقدس من النفس البشرية التي هياتم المناخ لقتلها , ومازلتم تكملون لتتلوث ايديكم و السنتكم بالدماء التي تسيل.

الي شباب الثورة الشرعيين تبراوا مما يحدث , فليست هذه معركتنا , ولن نكون طرفا في قتل المصريين الذين ثرنا لكي نحررهم و نحافظ علي حياتهم الانسانية . هذا المشهد الدموي سيقضي تماما علي الثورة لتظل لدي الناس ذكري سيئة , امتلكوا الشجاعة لتقولوا ذلك و لا تخافوا من المزايدات علي اشخاصكم , ان لم تكونوا رجالا الآن فلا حاجة للوطن اليكم فقد سقطتم .

الي كل السياسيين الفرصة الاخيرة امامكم لتتطهروا من الدماء التي سالت بسببكم , اجلسوا معا علي الفور // بلا شرط و لا عبث من اجل الوطن و ليس السلطة , و ان لم تفعلوا فانتم قتلة .

ليست هناك تعليقات :