و أخيرا نجحت جبهة الانقاذ في كسر مسلسل الهزائم


محمود معوض ... لعل اهم انجاز حققته جبهة الانقاذ لكسر مسلسل هزائمها هو تشكيل ميليشيات عسكرية تضم فرقا للموت طائفية وغير طائفية مهمتها الاساسية هي الدمار و الخراب وصولا الي اسقاط النظام الذي تبين لهم انه لن يسقط الا بالدم -- الميليشيات هي التي تحذر وزارة الداخلية من التصدي لها وكانها تملك سلطة تتفوق في السيادة علي سيادة وزارة الداخلية -- وعدت فاوفت عندما اطلقت المولوتوف علي قصر الرئيس وعلي منزله في الشرقية , في ذات الوقت هي ميليشيات من نوع خاص فهي محميات متخفية وملثمة منحت لنفسها حق ارتكاب ايّ جريمة دون اي مساءلة او محاسبة من اي نوع كان -- هي فوق القانون في ظل دولة القانون ' المرسوية ' . هي التي اعلنت مسئوليتها عن احراق مقرات حزب الاخوان وقطع الطرق -- ولا يستطيع احد ان يحاكمها رغم اعترافها بالجريمة. 


ايام مبارك تم فبركة قضية سلسبيل للاخوان بالاتفاق مع مجدي الجلاد لنشر صورة ملفقة في ' المصري اليوم ' تظهر ميليشيات الازهر -- ودفع ٤٠ قيادة اخوانية وطنية مشرفة الثمن في احكام بالغة القسوة ظلما وعدوانا -- و اليوم _ وفي زمن الرئيس مرسي_ نري ميليشيات عسكرية علنية فاضحة تقدم استعراضات في ميدان البيع و المزايدات ' ميدان التحرير سابقا ' عرضا عسكريا علي انغام طبول الحرب في افلام الغرب الامريكي في القرون الوسطي -- وكل ملثم يرتدي _ كما تقول التقارير الصحفية _ معصم في يده اشبه بما يرتديه ' الفتوة ' في مصر خلال الخمسينيات -- ميليشيات قريبة الشبه اسما وفعلا مع جماعة ' بلاك ووتر ' الامريكية التخريبية التي عاثت فسادا وخرابا في العراق وافغانستان -- واسمها ' بلاك بلوك ' التي يراسها ناشط قبطي طبقا لتقارير نشطاء الفيس بوك اسسها وانشاها واعطاها الشرعية زعماء جبهة الانقاذ للحزب الوطني المنحل الذين دفعهم طموحهم الكبير و اللحوح علي السلطة الي المخاطرة بتعريض انفسهم للانهيار و الضياع علي غرار ابطال التراجيديا الاغريقية وبينهم مثاليّون محتقرون. 


نحن نسال : هل الامن القومي يمكن ان يسمح ب ' لبننة مصر ' ؟ ودخولها مستنقع الطائفية بالسماح للميليشيات العسكرية بالتحاور كي يدفع الشعب وحده الثمن ؟
و في النهاية فان هذا الظهور العلني المُشرعَن لهذه الميليشيات هو اكبر دليل علي انهيار السلطة و سيادتها -- وكل دولة ومصر بخير --

ليست هناك تعليقات :