الاغتصاب الجماعي في التحرير مقبول لكن الحوار مشين وائل قنديل


يتعامل البعض مع فكرة الحوار في مصر باعتبارها عملا مشينا , بينما لا تسمع لهؤلاء ' المحترمين ' صوتا عن شهادات ضحايا حفلات الاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير وباسم الثورة التي تجاهلها اعلام العار المختبئ في احراش النضال المزيف.

الشهادات عن وقائع اغتصاب فتيات بشكل كامل في الميدان مفزعة , وكما نقل موقع ' ايلاف ' الالكتروني عن الدكتورة ماجدة عدلي مدير مركز النديم لتاهيل ضحايا العنف فان ' المركز استطاع توثيق ثلاث حالات اغتصاب جماعي في ميدان التحرير في الذكري الثانية للثورة , وتحديدا يوم السبت 26 يناير الحالي , مشيرة الي ان عمليات الاغتصاب تتم بطريقة ممنهجة '

وينقل الموقع ذاته عن مصادر في المجلس القومي للمراة ' ان المجلس استطاع توثيق 23 حالة اغتصاب جماعي في ميدان التحرير , خلال اليومين الماضيين , خلال احياء الذكري الثانية لثورة 25 يناير ' .

وهذه الحوادث الكارثية لم تجد من يهتم بابرازها بالطبع لان بارونات الشحن وصناع الحرائق وتجار الخراب لا يتورعون عن استخدام اكثر اسلحة الكذب و التضليل فتكا لكي يسبغوا غطاء ثوريا وشرعيا علي جريمة حرق مصر.

وعجبا لمن يخجلون من الجلوس الي الحوار للبحث عن مخرج من الجحيم المشتعل في مصر , بينما يتعاملون مع هذه المصائب الاخلاقية وكانها لم تقع , او انها شيء عادي لا يستحق الاهتمام او الشعور بالخجل.

ويدهشك ان عددا من نجوم الثورة قرروا مقاطعة عملية حوار انعقدت بمشاركتهم خلال الاسبوعين الماضيين بحجة ان انباء هذا الحوار تسربت الي وسائل الاعلام , وعلم الناس بها , ومساء امس الاول كان من المفترض ان تنعقد الجلسة الثالثة من حوار بين رموز من مختلف الوان الطيف السياسي في مصر , بمبادرة دعا اليها النائب السابق حاتم عزام واستجاب لها اعضاء في جبهة الانقاذ منهم عمرو حمزاوي وعمرو الشوبكي وباسل عادل ومصطفي النجار واحمد سعيد وزياد بهاء الدين , بالاضافة الي شخصيات من احزاب غد الثورة و الحرية و العدالة و النور و البناء و التنمية , مثل عصام سلطان ومحمد محسوب ومحمد البلتاجي فضلا عن شخصيات اخري مستقلة مع حفظ الالقاب للكافة.

وكان الهدف من هذه اللقاءات هو اطلاق مبادرة للتواصل الانساني بين مكونات العملية السياسية في مصر تقول للمجتمع ان مصر ليست غابة مسكونة بوحوش السياسة , وانه بالامكان تكوين جبهة ضمير وطني يتشارك فيها فرقاء الثورة ترسل اشارات للجمهور بان التعايش ممكن وان الصراع يمكن ان يدور بشكل انساني متحضر وفقا لميثاق شرف سياسي بعيدا عن لغة الدم و الحريق.

غير ان المفاجاة كانت اعتذار عدد من اعضاء جبهة الانقاذ عن مواصلة التحاور , لكن المفاجاة الاكبر كانت في مبررات الاعتذار وهي ان الحوار انهتك سره , وصار علنيا.

وفي حدود فهمي المتواضع فان الجلوس للتفكير في وسائل تعفي مصر من حمام الدم ليس فعلا قبيحا ولا اثما حاك في صدور الفارين منه وخشوا ان يطلع عليه الناس , خصوصا عندما يكون هذا النقاش بعيدا عن الاشكال الرسمية و الحزبية , وغير محكوم بشروط او املاءات , الا ما يمليه ضمير اي وطني يحترم دماء شعبه ولا يستثمرها في بورصة السياسة.

وفي القصة تفاصيل اخري تستحق ان تروي فيما بعد.

ليست هناك تعليقات :