حين يصبح استخدام العنف في المظاهرات من المسلمات عبد الرحمان يوسف


مجموعة من المُسَلَّمَات يتداولها الاعلام , وربما خلقها الاعلام من العدم , ويرددها كثير من الشباب بحسن نية في كثير من الاحيان.

هذه المُسَلَّمَات المزعومة قد تؤدي في النهاية الي مشهد دموي عنيف , يحرق الاخضر و اليابس , في بلد لم يعرف الحروب الاهلية من قبل.

اول هذه المُسَلَّمَات ان مبارك كان رئيسا منتخبا!

فهناك من يقول لا يجوز اسقاط رئيس منتخب , فيخرج اشخاص من رحم الفراغ الفكري ليقولوا لك : ' ما المشكلة في اسقاط رئيس منتخب؟ الم يكن مبارك منتخبا؟ ' ,

والحقيقة ان مبارك لم يكن منتخبا في اي يوم من ايام حكمه , ولو كان هذا المبارك منتخبا لما ثرنا ضده , ولو كان متاحا ان نرشح احدا ضده لتصرفنا بشكل مغاير تماما , ولاسسنا احزابا , ولاسقطناه بصندوق الانتخاب دون ان نفقد مئات الشهداء من خيرة شباب مصر.

ثاني هذه المُسَلَّمَات ان الانتخابات و الاستفتاءات مزورة , وبالتالي الرئيس الموجود و النظام كله غير شرعي , تماما مثل النظام الذي سبقه.

ويتناسي البعض ان تزوير انتخابات يصوت فيها عشرون مليونا ' اقل او اكثر ' امر مستحيل , وان المخالفات التي يتحدث عنها البعض لا تعتبر تزويرا , وان هناك فارقا كبيرا بين تزوير ارادة الناخبين ' بالعبث في الصناديق ' , وبين التاثير في ارادة الناخبين , فالاسلاميون يؤثرون في ارادة الناخبين بالدين , و التيار المدني يؤثر فيها بالاعلام , وكلا الامرين لا بد ان توضع له ضوابط , ولكن لا يعتبر هذا التاثير تزويرا.

ثالث المُسَلَّمَات تدور حول جهل الشعب , وان الشعب المصري ' مغفل ' , وقد ضحك عليه الاسلاميون , وغالبية المصريين تسير مسرنمة خلف التيار الاسلامي لكي تدخل الجنة , ولا يمكن تغيير هذا الامر باي حال.

رابع المُسَلَّمَات ان الطرف الآخر ' سواء كان اسلاميا او مدنيا ' له اتفاقات مع الخارج , وجميع تحركاته ليست الا صفقات مع امريكا واسرائيل وقوي الاستبداد و الاستعمار الامبريالية.

وبالتالي يصبح انصار كل فريق يظن ان معه الحقيقة الكاملة المطلقة , فهؤلاء يظنون ان معهم الدين , وهؤلاء يظنون انهم حازوا الوطنية , فتجد هؤلاء يصفون خصومهم بالكفرة ' يخرجونهم من الملة ' , وتري الآخرين يصفون الآخرين بالخرفان ' يخرجونهم من الانسانية ' !

خامس المُسَلَّمَات ان العمل السلمي غير مجد , وان الثورة قد هزمت بسبب سلميتها , وان الحل في العنف.

يساعد علي انتشار مُسَلَّمَات العنف تلك عدة امور , اولها تاخر القصاص , ولا يمكن لعاقل في بلد قامت فيه ثورة شعبية عظيمة ان يتخيل ان مئات القتلي قد سقطوا بالرصاص الحي ثم يمر عامان دون ان يدان شخص واحد!

لقد حصل الجميع علي البراءة , وهذه دعوة لعنف واستفزاز لا مثيل له.

ومما يساعد علي انتشار مُسَلَّمَات العنف ان التيار الحاكم لا يساعد علي طمانة الناس , بل هو مشغول بملء المساحات الفارغة في الحكم باهل الثقة , ولم يشغل نفسه بوضع اهل الكفاءة لكي يخفف عن الناس.

ما اسوا ان تدار الدولة بطريقة التنظيمات السرية , وما اسوا ان تكون النخبة ممتلئة غرورا , ان يكون البسطاء وحدهم بلا عقل حكيم ينير لهم وبهم الطريق.

ليست هناك تعليقات :