خطورة استمرار تسليح الجيش باسلحة فارغة من أمريكا أحمد منصور


وصلت الي مصر فجر الاربعاء الماضي الدفعة الاولي من طائرات اف 16 الامريكية بلوك 52 وعددها اربع طائرات ضمن صفقة تضم 16 طائرة من نفس الطراز , وكانت معلومات قد نشرت حول تجهيزات هذه الطائرات ومدي قدرتها علي تحقيق الردع الجوي لمصر مقارنة بتجهيزات الطائرات من نفس الطراز او طرازات احدث التي تمنحها الولايات المتحدة لاسرائيل , واذكر انه نشب خلاف بين الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق و السلطات الامريكية في صفقة بين البلدين عقدت في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي بسبب تجهيز هذه الطائرات , حيث ان الموديلات التي كانت تريد الولايات المتحدة تسليمها لباكستان كانت خالية من الرادارات في الوقت الذي كانت تسلم فيه الهند طائرات كاملة التجهيز , وهي نفس اللعبة التي تلعبها الولايات المتحدة في الصفقات التي تقدمها لمصر واسرائيل , ليس في الطائرات فحسب ولكن في كل الاسلحة الامريكية , حيث تكون اقدم بجيل او جيلين من الاسلحة التي تسلمها لاسرائيل مما يجعلها عديمة الفائدة في الردع مع اخطر دولة تهدد الامن القومي المصري , وقد ابلغني احد المتخصصين ولا ادري مدي دقة معلوماته ان الطائرات التي تسلم الي مصر مجهزة بشكل لا تصيب فيه اهدافها اذا وجهت تجاه اسرائيل او تجاه اهداف اسرائيلية , كما ان امكاناتها العسكرية اقل بكثير من نظيراتها الاسرائيلية وان الاسرائيليين يملكون القدرة للتشويش علي راداراتها , حيث ان الضغوط التي مارسها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة علي الادارة الامريكية جعلت الولايات المتحدة تلتزم بتسليم الطائرات لمصر وتلتزم لاسرائيل انها لن تكون باي حال من الاحوال هدفا لضرباتها , لان الولايات المتحدة تلتزم بامن اسرائيل كجزء رئيسي من امن الولايات المتحدة القومي , ومن ثم لا يمكن ان تسلح ايا من جيرانها باي سلاح يمكن ان يستخدم ضدها وما ينطبق علي تسليح مصر ينطبق علي كل الدول العربية الاخري التي يمكن ان تشكل تهديدا لاسرائيل , حيث ان هذه الاسلحة في النهاية تكون اقرب الي الخردة منها الي ان تكون اسلحة فعالة لحماية الامن القومي لهذه الدول لا سيما ضد اسرائيل العدو اللدود للعرب.

ان هذه المعلومات لو صحت وفي ظل الثورة المصرية فانها تفرض علي القيادة المصرية ان تكون شفافة مع شعبها وان تظهر حقيقة تسليح هذه الطائرات وحقيقة الامكانات القتالية لها و الفوارق بينها وبين نفس الطائرات او الطائرات الاحدث التي تمنحها الولايات المتحدة لاسرائيل , وكذلك الصفقات الاخري التي لم تعد سرا حيث ان كل المعلومات يتم تسريبها عبر وسائل الاعلام كما ان كثيرا من الدول تفخر بترسانتها العسكرية حتي وان كانت مجرد اسلحة فارغة من كل ردع , كما ان القيادة المصرية يجب ان تسعي لتنويع مصادر السلاح لا سيما الاسلحة الهجومية في القوات الجوية و الاسلحة الدفاعية في النظام الصاروخي او المضادات الارضية لكن -- وفي ظل التزام الولايات المتحدة بامن اسرائيل القومي يجب علي النظام المصري وفي ظل ثورة الخامس و العشرين من يناير الا يثق في التسليح الامريكي لمصر ويجب ان يتم تنويع مصادر السلاح و التعاون مع الدول التي لديها استعداد ليس ان تمنحنا السلاح فحسب ولكن تمنحنا تكنولوجيا تصنيعه لان الذي لا يصنع سلاحه لا يملك ردع اعدائه , كما يجب ان يكون التسليح وفق احتياجات الجيش المصري وليس وفق ما كانت تجري عليه الامور من قبل , وان يتم التركيز في الفترة القادمة علي الحصول علي التكنولوجيا التي يمكن من خلالها ان تحمي مصر نفسها من خلال ما تصنعه من سلاحها .

ليست هناك تعليقات :