تذكرت تلك الوقفة المطولة حينما قدم بندكت السادس عشر استقالته المدوية من رئاسة الكنيسة في الاسبوع الماضي ففاجا بها , كما ذكرت , كل المصادر واقرب المقربين اليه , لكن هذه الاستقالة لها قصة حقيقية لن يعرفها احد , وقصص لفضائح لاحقت البابا منذ تولي رئاسته للكنيسة عرف عناوينها كثيرون لكن تفصيلاتها ستظل في بنك الاسرار الذي لن تفتحه الكنيسة.
بعدما تولي البابا رئاسة الكنيسة في 19 ابريل من عام 2005 بدا يصنع علاقات سيئة مع المسلمين حينما هاجم الاسلام في محاضرة القاها في في جامعة ريجينسبورج الالمانية في 12 سبتمبر عام 2006 وقد استند في هجومه علي عبارات اقتبسها من الامبراطور البيزنطي ايمانويل الثاني , الذي اتهم الاسلام بانه دين دموي انتشر بالسيف , وقد اثار البابا حينها عاصفة من الاستياء في العالم الاسلامي كله , وكان يبدو من ادائه انه عدائي متعصب كاره للاسلام و المسلمين وقد ادت تصريحاته المتتالية عن المسلمين وحديثه عن ضرورة مواجهة اعدادهم المتزايدة الي تعليق الازهر لحواره مع الفاتيكان كما انه نسف مؤتمرات الحوار التي كانت قائمة بين المسلمين و الكنيسة , ولم تشفع له زيارته التي قام بها الي تركيا بعد ذلك بشهر واحد وتحديدا في نهاية شهر نوفمبر 2006 وزيارته للمسجد الازرق مسجد السلطان احمد في تغيير النظرة الاسلامية اليه كمسيحي متطرف ومتعصب , ولم يوفر الرجل فرصة بعد ذلك يمكن ان ينال فيها من المسلمين ولم يفعل فحينما وقع حادث كنيسة القديسين في الاسكندرية في 4 يناير 2011 سارع البابا باصدار بيان طالب فيه بحماية دولية للمسيحيين في الشرق الاوسط وفي 11 ابريل من نفس العام 2011 شن هجوما علي كل من يشكك في الهوية المسيحية لاوروبا وقال ان كل من ينكر او يعارض فكرة الجذور الدينية و المسيحية لاوروبا يجب اقصاؤه , و الرجل بذلك يظهر انه ضد التعددية وضد قبول الآخر , وهذا يعكس نفسية منغلقة وعقلية كهنوتية تعيش في العصور الوسطي وليس في العالم المتعدد الاقطاب المنفتح الافكار , المتحاور بين الاديان , ففكرة حوار الاديان فكرة جديدة لا تقوم علي امتزاج دين بآخر ولكن علي الاحترام و الخصوصية لكل دين , وهذا مبدا اسلامي بل وفريضة من القرآن للمسلمين بان يؤمّنوا اهل الكتاب في اوطانهم علي كنائسهم واديرتهم ومعابدهم , وعلي مدار تاريخ الدولة الاسلامية لم يجد المسيحيون او حتي اليهود ما يشينهم في بلاد المسلمين , ولم تظهر العصبية الا من تصريحات امثال بندكت السادس عشر و المنغلقين في الكنيسة , فقد كانت ديار الاسلام هي الملجا حتي ليهود ومسيحيي اوروبا علي مدار التاريخ من الاضطهاد , هذه العقلية المنغلقة قادت الكنيسة طيلة ثماني سنوات فصنعت العداوات واحيت البغضاء و الكراهية في العالم , لكن الفضائح الجنسية و المالية و الاخلاقية التي لاحقت البابا كانت اكبر -- . نكمل غدا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق