أبو الغيط يفضح تهديد طنطاوي باستخدام القوة ضد المتظاهرين ايام ثورة 25 يناير و تدخل أمريكا لتغيير موقفه



كشف احمد ابو الغيط , وزير الخارجية الاسبق , عن ان المشير محمد حسين طنطاوي , وزير الدفاع السابق , المح في مناقشات مغلقة باستخدام ' القبضة الحديدية ' وقت ثورة 25 يناير , مشيرا الي ان وزيرة الخارجية الامريكية , وقتها , هيلاري كلينتون , عندما كان في اديس بابا , طالبته ب ' استيعاب مطالب الشعب , واظهار المرونة ' , حسب قوله.

واضاف ' ابوالغيط ' , في حواره مع مراسلة مجلة ' نيوزويك ' الامريكية بمنزله , انه اخبر ' طنطاوي ' بان ' الجيش المصري لا يستخدم القبضة الحديدية علي شعبه , خصوصا اذا كان لديهم قضية معينة ' , وان ' طنطاوي ' رد عليه قائلا : ' انت علي حق تماما ' , حسب قوله.

واوضح ان ' واشنطن وقت الثورة كانت تميل لفكرة السماح للحكومة المصرية بالتعامل مع الوضع , واظهار المرونة ومنح بعض الوقت , رغم ان الاتجاه الآخر من الادارة كان واضحا في بيانات البيت الابيض التي قالت ان ' التغيير لابد ان يحدث الآن ' ' , حسب قوله.

واوضح ' ابوالغيط ' انه تلقي عددا من المكالمات الهاتفية من ' كلينتون ' عندما كان يراس وفد مؤتمر قمة الاتحاد الافريقي , في اديس بابا , قالت له فيها : ' ارجوكم استجيبوا لمطالب الشعب , وحاولوا استيعابهم , واظهروا اليهم بعض المرونة ' , وانه رد بالايجاب : ' نعم , بالطبع ' , حسب قوله.

ورفض وزير الخارجية الاسبق , التعليق علي الاحداث الاخيرة في مصر , خاصة ' تزايد السخط العام تجاه الرئيس محمد مرسي , وتجاه الجماعات الاسلامية الحاكمة في البلاد ' , واكتفي بالتاكيد علي ' اهمية التوصل الي تدابير عاجلة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المتعثر ' .

وذكر ان ' الانتخابات البرلمانية التي عقدت في ديسمبر 2010 , جعلت الشعب يشعر بالغضب , لان المعارضة لم تحصل علي اي مقعد , و الشعب احس انه لا يشارك في ادارة شؤونه الخاصة او مشاركة الحكومة ' .

ولفت الي انه اتصل باللواء عمر سليمان , نائب رئيس الجمهورية السابق , في وقت مبكر يوم 25 يناير عام 2011 , واخبره بان ' الوضع اصبح خارجا علي السيطرة , وان الرئيس مبارك طلب من القوات المسلحة السيطرة علي الشارع للتهدئة وتحقيق الاستقرار في المدن ' .

ووصف ' ابوالغيط ' الوضع في مصر بعد عودته الي البلاد يوم 30 يناير , بانه كان ' مختلف جذريا وان القاهرة لم تعد كما هي منذ 4 ايام قبل سفره ' .

واعرب ' ابوالغيط ' عن دهشته من موقف ' مبارك ' وقت الثورة , قائلا انه ' كان هادئا جدا -- هادئا للغاية! , وربما كان ذلك نابعا من طبيعته , لانه راي ذلك من قبل , او ربما كان يُسلم نفسه لمصيره , انا لا اعرف ' .

واشارت المجلة الي انه ' بعد حادث مقتل الشهيد خالد سعيد , اتصل ' ابوالغيط ' بوزير الداخلية وقتها , حبيب العادلي , لمناقشة في الامر وان يكون علي استعداد لاي استجواب له او لوزارته ' , حسب المجلة.

و أضاف : ' ' العادلي ' اخبرني بان القضية تتعلق بتعاطي المخدرات , وانه لم يتم يتعرض للضرب , ولكنني اعتقدت انه ينبغي علي وزارة الداخلية ان تكون اكثر صرامة في التعامل مع الضباط المسؤولين , بمعني ان يكون هناك تحقيق حقيقي ومستقل للتاكد من التوصل الي الحقيقة ' .

وقالت المجلة ان ' ابوالغيط علم في لحظة معينة ان ايام مبارك كرئيس للبلاد باتت معدودة ' , بحسب المجلة.

واكدت المجلة ان ' منصب ' ابوالغيط ' كوزير للخارجية جعله يتحدث مع عدد لا يحصي من الدبلوماسيين خلال فترة الثورة , ممن لهم اهتمام كبير في الاحداث الجارية في بلاده وآثارها المحتملة علي المنطقة علي نطاق اوسع , وانه لم يكن هناك احد اكثر اهتماما من الولايات المتحدة ' .

و عن عدم اتهامه باي تهم فساد او غيرها مثلما حدث مع عدد من رموز النظام السابق , اكد ' ابو الغيط ' انه ' لديه ثقة تامة في النظام القضائي في مصر , لان القانون هو السائد دائما في النهاية ' .

ليست هناك تعليقات :