ماذا لو كنت أنت هو عمر محمد مرسي نجل الرئيس الذي صدر في حقه حكم الاعدام الوظيفي ؟



محمود معوض ... لعل اروع ما كشفت عنه الحملة الاعلامية ضد تعيين ابن الرئيس ومن بعده بنت وزير الدفاع , ومن قبله ابن وزير العدل ونجل محمود مكي نائب الرئيس الذي لم يعين في مجلس الدولة رغم حصوله علي 75 في المائة , انها شهادة جديدة في حق النظام الديمقراطي النزيه الذي اغلق علي نفسه وبنفسه وبالضبة و المفتاح كل الابواب امام استغلال اي نوع من انواع النفوذ , حتي في تعيين الابناء الذي نمارسه نحن جميعا وبلا استثناء __ لكن الغريب انه وعلي الرغم من اننا نعيش في ظل نظام حكم يعطي الاولوية لحق المواطن علي حق الوطن , الا ان الحملة اهدرت حق المواطن عمر محمد مرسي الذي شاء قدره التعيس ان يكون ابنا للرئيس __ لم يعد امامه بعد ان قرر ابوه حرمانه من الوظيفة نهائيا سوي احد خيارين لا ثالث لهما واحلاهما مر , اما ان ينتظر تعيين الملايين من العاطلين حتي يكون هو آخر المعينين __ واما ان ينتظر سبع سنوات ونصف مدة بقاء و الده في الحكم حتي يمكن تعيينه بدون معارضة او ابرام __ و السؤال الذي يفرض نفسه : ماذا تفعل لو كنت مكان عمر محمد مرسي الذي صدر ضده حكم بالحرمان و الاعدام الوظيفي لا لشيء الا لانه ابن الرئيس؟ هل يفكر في هجرة شرعية ليلحق باخيه احمد في السعودية الذي بالقطع هو يسجد لله شكرا انه نجا لانه حصل علي فرصة عمل قبل ان يصبح ابوه رئيسا؟ و الا كان مصيره هو نفس مصير اخيه , لكن ابوعمر لن يسلم من تهمة استخدام نفوذه , وانه كلَّم احد المسئولين في السعودية لتعيين ابنه في الوقت الذي يتجاهل فيه المعتقلين المصريين في السعودية , واتهامات اخري سابقة التجهيز في مصانع الاشرار و المجرمين __ اذن لا مفر امام عمر من الهجرة غير الشرعية وعلي مراكب الموت التي يلجا اليها الشباب البائس و اليائس و الذي كان يفضل الموت علي حياة البؤس و الشقاء __ لكنني اهمس في اذن عمر وهو في سن ابني وائل , لاقول له ان ضحايا مراكب الموت ليسوا شهداء طبقا لنص الفتوي التي مازالت سارية و التي افتي بها مفتي مبارك علي جمعة غير الماسوف علي رحيله , الذي افتي بان ضحايا مراكب الموت ليسوا شهداء لانهم طماعون يحبون الدنيا __ ورغم كل شيء الا اننا لابد ان نعترف ان الفضل في اثبات نزاهة الرئيس يجب ان ينسب الي الحملة ضد الرئيس , وانا مازالت متمسكا بما قلته من ان الرئيس متهم الي ان تثبت براءته __ وها هي الايام تثبت كل يوم انه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب __ لكن عندما يكون هناك رافضون للرئيس علي طول الخط __ فانه يتحتم ان يكون هناك مؤيدون للرئيس علي طول الخط , فقد تعلمنا في الاعلام انه لا يفل الرفض المطلق الا التاييد المطلق , حتي ولو ادي الامر الي ان يكون الثمن هو اتهامي بانني انافق الرئيس , وانا في الحقيقة اتشرف بان اكون منافقا للرئيس في وزن و مقام و قيمة و نزاهة و استقامة الدكتور محمد مرسي .

ليست هناك تعليقات :