كما اوصي بان يكون الوصي علي ابنائي القصر هو : حازم عبدالمجيد محمد محرز وله ان يوكل زوجتي او اي من اخوتي فيما يراه يحقق نفع ابنائي.
واخيرا , اوصيكم اذا قدر الله لي الشهادة في سبيله ووصلكم خبري الا تجزعوا بل اصبروا وافرحوا وادعوا لي بالقبول و الرحمة و المغفرة , ولا تقيموا عزاء ولكن استبشروا خيرا من ربكم وتصدقوا عني , واذا استطعتم ان تذبحوا وتطعموا الفقراء و الاقارب و الاصدقاء فبها ونعمت , ومن استطاع منكم ان يعتمر او يحج عنّي فليجزه الله خيرا ' .
اعلاه جزء من وصية الشهيد محرز , واحد من مفاخر مصر الذي لقي ربه خلال دفاعه عن الثورة السورية التي قدمت حتي الآن ما يزيد علي ثمانين الف شهيد في معركة باسلة من اجل الحرية و الكرامة و العدل , ناهيك عن مئات الآلاف من الجرحي و المشردين.
لم يكن محمد محرز مقاتلا مرتزقا , ولا مناضلا بالايجار , بل هو واحد من احرار الانسانية الخالصة , سافر لنصرة الثورة السورية علي جناح الضمير , وليس علي نفقة احد ٠٠ اختار الانحياز لشعب شقيق , فيما هرول آخرون صوب خدمة سفاح النظام , ويلوكون كلاما ساقطا عن العروبة و القومية و الممانعة , الي آخر هذه المفردات التي باتت تعبر عن ابتذال سياسي لا حدود له.
وكما ابتذلت المفردات و المفاهيم , تعصف ريح الابتذال بقيم ومعاني الاستشهاد , فتجد من يغمز ويلمز في اسباب هجرة محمد محرز الي سوريا في محاولة لتجريده من دوافع النضال و الجهاد النبيل , ومن ثم لم يحتف به صنايعية قصص الاستشهاد بما يستحقه. لقد هانت الثورة السورية وطعنت من قطاعات من النخبة المصرية حين صارت ثمنا لمكايدات بعض قوي المعارضة المصرية , كما كتبت في اكتوبر الماضي ومن حسن طالع مصر انه في مقابل هذه النوعية من النخب العلوية يبقي وعي شعبي بسيط يثبت ان في مصر احرارا ونبلاء قدموا ابداعا انسانيا في احتضان الثورة السورية ودعمها ومن هؤلاء , وفي طليعتهم شهيدنا علي الارض السورية.
ان محمد محرز هو الوجه الآخر من اسطورة البطل السوري المسيحي جول جمال الذي استشهد دفاعا عن الكرامة المصرية علي ارض مصر في الخمسينيات ابان العدوان الثلاثي علي بورسعيد , وكلاهما امتداد لاسطورة البطل القادم من سوريا للاستشهاد علي ارض مصر سليمان الحلبي , وثلاثتهم يجسدون الضمير العربي و النبل الانساني في انقي صوره وتجلياته.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق