لسان حال المصريين يوما بعد يوم يلهج بهذا السؤال المنطقي , فنحن نري السادة في مجلس الشوري يركضون ركضا لاقرار العديد من القوانين التي لا مبرر لاصدارها الآن , ولا معني للاستعجال فيها لكي تخرج من مجلس محدود الكفاءة , محدود الشرعية ' بحكم عدد المصوتين علي الاقل ' .
كان علي السادة في مجلس الشوري ان يشعروا بشيء من الحرج و هم يدسون انوفهم في مناقشة مشروع قانون حرية تداول المعلومات ' علي سبيل المثال لا الحصر ' , فهذا موضوع شديد الاهمية , وليس عاجلا بحال من الاحوال , ومناقشته الآن ليست الا ' جليطة ' سياسية , تدل علي ان صاحب الاغلبية له غرض من مناقشة هذا القانون الآن بدلا من تركه للبرلمان المنتخب لكي يناقشه في ظروف طبيعية وبشكل طبيعي .
قس علي ذلك القوانين المتعلقة بانتخابات مجلس النواب , وكيف ان قانون الدوائر الانتخابية قد تم الانتهاء منه في سويعات ' بعد ان تحفظت عليه المحكمة الدستورية ' , بالرغم من ان مراجعة قاعدة بيانات فيها اكثر من خمسين مليون مواطن لا يمكن ان تستغرق اقل من اسابيع طويلة .
ان قانون الدوائر الانتخابية يحتاج الي لجان من عدة وزارات , فهو يحتاج الي متخصصين من وزارة العدل , ووزارة الداخلية , ووزارة التنمية الادارية , ووزارة الحكم المحلي , وربما وزارة الدولة للشؤون القانونية , كما انه يحتاج الي المحافظين , و كثير من ادارات الحكم المحلي , كما يحتاج الي خبراء في المساحة , وغيرهم كثيرين .
ان مجرد جمع هؤلاء لكي يعملوا سويا يحتاج الي اسابيع , فكيف تمكن السادة المسؤولون من انجاز هذا المشروع في هذا الزمن القياسي ؟
هل يمكن ان تكون نتيجة هذا الاستعجال ان يصدر حكم آخر بعدم دستورية مجلس النواب بعد انتهاء الانتخابات باسابيع او شهور , و بعد ان تنفق المليارات عليها ؟
لو حدث ذلك فكيف سيسامح الشعب المصري من ارتكب نفس الحماقة مرتين ؟
و هل يصلح من وقع في نفس الفخ لادارة دولة باهمية و حجم مصر ؟
لا احب التشكيك في النوايا , ولا احب ان ازعم ان معي مفاتيح الحقيقة , ولكن المبالغة في الاستعجال في امور لا ينبغي ان تتم بهذه العجلة امر يدعو الي الريبة , خصوصا في هذه الاجواء الملبدة بغيوم الاستقطاب السياسي .
اعتقد ان الامة المصرية تحتاج الي تفسيرات , فيم العجلة ؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق