عندما زار الرئيس مرسي ايران تم استقباله بحفاوة رغم انه القي خطبة مدوية انتقد فيها ان لم يكن اهان عقيدتهم في عقر دارهم ورغم ذلك فقد قاموا بوداعه بحرارة ودون ان ينظروا بعين الريبة و الشك فيما افصح عنه الرئيس مرسي وعلي غير العادة ومن الرياض من ان مصر و السعودية حاميتان للاسلام السني في المنطقة واذا كانت ايران قد اكدت ان الضيافة شيء و السياسة شيء آخر الا ان المصريين كان لهم راي آخر عبَّرَ عنه وبجدارة شيخ الازهر الذي يهرول _ في العادة _ ليكون في شرف استقبال ممثلي الدول الاوروبية من غير الرؤساء علي باب مكتبه بينما يرسل مندوبا عنه لاستقبال الرئيس الايراني احمدي نجاد علي باب المشيخة. المنظر اللافت ان شيخ الازهر كان حريصا جدا علي اعلان العداء العلني العام لايران رغم انها دولة اسلامية في كل الاحوال في الوقت الذي يرحب فيه _ في العادة_ باعدي اعداء الاسلام الذين يتربصون بنا ويصدِّرون الينا فخاخ المذهبية وهم في الحقيقة يسعون الي الخلاص من المسلمين السنة و الشيعة معا -- حتي في اللغة الدبلوماسية وزير خارجية ايران يعلن قبل الزيارة ان امن مصر هو امن ايران بينما وزير خارجيتنا المبرمج ليس مشغولا سوي بالاعلان عن ان اهم شيء لمصر هو امن الخليج -- امن ضاحي خلفان المتفرغ للعبث بامن مصر واستقرارها -- تخيلوا لا يجوز لمصر _ خليجيا_ ان تقبل المساعدات التي تعرضها ايران لانقاذ الاقتصاد المصري , في الوقت الذي يعقدون فيه الصفقات من تحت الطاولة لحماية اقتصادهم -- حلال علي ضاحي خلفان -- حرام علي الحكام من جماعة الاخوان .
زيارة رئيس ايران لمصر هي مجرد زيارة رمزية يستحيل ان يسمح لها البيت الابيض بان تسفر عن عودة العلاقات علي الاقل في الوقت الراهن , اذن لم تكن تستحق اعلان حالة اللا ترحيب او حتي الدعوة للتظاهر ضدها في وقت اختلطت فيه الاوراق في مصر الي الدرجة التي يصعب الفصل فيها بين الحق و الباطل و الظاهر و الباطن و التشيع و التحزب. واذا كان المصريون يحاصرون رئيسهم امام قصر الرئاسة فليس مستغربا ان يحاصروا الرئيس الضيف الذي يزور مصر ليس بمبادرة شخصية منه و انما بناء علي دعوة رسمية من رئيس الجمهورية .
و في النهاية فان المشهد الاسوا في الزيارة انها ظهرت امام الراي العام وكانها حوار مع العدو الايراني الشقيق .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق