فشل جبهة الانقاذ يقودنا جميعا الى الهاوية



هاني صلاح الدين ... العمل السياسي يعتمد بقدر كبير علي ما تتمتع به الفصائل السياسية , من ذكاء في تقدير المواقف , و اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب , و التحرك بكل قوة نحو ما يريده عامة الشعب , و يتطلع لتحقيقه , حتي لو خالف ذلك ما تتبناه الاحزاب من مواقف تراها من وجهة نظرها الافضل في معالجة قضايا الواقع السياسي. لكن نجد واقع معظم الفصائل و القوي الحزبية المصرية المعارضة , للاسف سقطت في خطيئة التقديرات الخطا , التي زجت بنا في غيابات الصراع , و اغرقتنا في امواج العنف , و ادت الي تفريق شمل الوطن و تمزيق وحدته , و من ابرز هذه التقديرات الخاطئة في هذه المرحلة , محاولة قيادات جبهة الانقاذ وبعض الشباب استنساخ مشوه لثورة 25 يناير , من خلال استخدام اسماء متشابهة لفعاليات الثورة الحقيقية , لفعاليات فاقدة الشعبية , ومرفوضة من الراي العام , ووصفت بالفشل الذريع , بسبب العزوف الشعبي عنها , بالرغم من انها حملت اسماء مثل ' جمعة الكرامة _ جمعة الرحيل * جمعة الحسم ' . وبالرغم من تتابع الفشل في احياء هذه المسميات في ذكراها علي ارض الواقع , الا ان الفشلة مصممون علي الاستمرار في فشلهم وجر البلاد لمزيد من العنف الذي راح ضحيته العشرات , ولا نعلم كيف لفصيل سياسي لا يري ان التوافق الوطني بين مختلف القوي السياسية , من اقصي اليمين لاقصي اليسار , شرط اساسي لنجاح اي ثورة , وخير مثال علي ذلك ثورة 25 يناير , لكنها ' لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ' .

ومن العجيب ان بعض القوي السياسية وعلي راسها جبهة الانقاذ , استبدلت بالبلطجة , الوسائل السلمية للتعبير عن مطالبها , ففي الوقت الذي لوح بعضهم بالعصيان المدني امس , وان كان بعض قاداتهم نفوا الدعوي للعصيان , لانهم يعلمون ان الشعب لن يستجيب لهذه المهاترات , التي تستهدف شل الاقتصاد وايقاف عجلة الانتاج , وجدنا بعض شبابهم يتناسون معني العصيان المدني , و الذي من بديهياته ان يقوم علي ارادة شعبية , ويتبناه عامة الشعب , وعلي عكس ذلك وجدناهم يحاولون فرضه عنوة علي الشعب , من خلال اغلاق بعض المصالح الحكومية , كما حدث في مجمع التحرير امس الاول , ومنع الناس من دخوله , وايضا الدعوي لاغلاق مترو الانفاق امام الناس , بدعوي تفعيل العصيان المدني المزعوم , وهذه التصرفات التخريبية الصبيانية , ما تزيد الشارع المصري , الا رفضا لهذه المواقف , وغضبا سينقلب مرده علي من تسبب فيه , ولعل تتابع هذه التقديرات السياسية الخاطئة , دفعت بعض قيادات هذه الجبهة , الي الرجوع عن مواقف معلنة سابقة , وتحاول اللجوء الي خطاب اقل حدة , وتحاول ان تجد مخرجا لمواقفها الداعية للعنف و التشرذم , واتمني ان يفيق هؤلاء من غيهم قبل ان يجرونا جميعا الي هاوية لن ينجو منها احد .

ليست هناك تعليقات :