و تتحدث الورقة البحثية عن نتائج تتناقض مع الصورة المعتادة بشان استمرار الزيادة السكانية في الاراضي الاسلامية , ويوضح ديفيد اجناتيوس الذي عرض الدراسة في مقاله بالصحيفة , انه علي الرغم من ان سكان البلدان المسلمة لا يزالون يتزايدون , لكن اذا ما استمرت الاتجاهات الحالية في الزيادة , فان التضخم في الاعداد لن يستمر طويلا.
الورقة الاولي التي جاءت تحت عنوان ' انخفاض الخصوبة في العام الاسلامي : تغيير جذري ومع ذلك غير ملحوظ ' , اوضحت من خلال بيانات جمعتها من 49 دولة ذات اغلبية سكانية مسلمة , ان معدل الخصوبة تراجع بنسبة 41 في المائة خلال العقود الثلاث الماضية , بالمقارنة ب33 في المائة تراجعا علي مستوي العالم.
وتشير النتائج الي انخفاض معدل الخصوبة بنسبة 50 في المائة او اكثر داخل 22 دولة وبلدا مسلما. حيث كان نصيب الاسد من التراجع الحاد لايران وقطر وعمان و الامارات و الجزائر وتونس وليبيا و الكويت وبنجلاديش والبانيا , الذين سجلوا جميعا تراجع بنسبة 60 في المائة او اكثر علي مدار العقود الثلاثة الماضية.
وانخفض معدل الخصوبة في ايران بنسبة 70 في المائة علي مدي ال30 عاما الماضية , وهو ما يصفه باحث انتربرايز بانه اسرع معدل تراجع سجله تاريخ البشرية في فترة مثل هذه. ففي عام 2000 , انخفض معدل الخصوبة الي اثنين من المواليد لكل امارة , وهو ما يقل عن المستوي اللازم لاستبدال عدد السكان الحالي.
وكانت صحيفة الفايننشيال تايمز قد نشرت تقريرا للامم المتحدة يحذر من ان سكان ايران سيبداون في الانكماش خلال عقدين وستتراجع اعدادهم الي اكثر من النصف بحلول نهاية القرن اذا ما استمرت الاتجاهات الحالية في معدل الخصوبة لديهم.
ولا يري الباحثان علاقة بين انخفاض معدل الخصوبة نتيجة لارتفاع الدخل او التنمية الاقتصادية , رغم انه قد يكون هناك دور لهذا , ويشير الي ان انخفاض الخصوبة علي مدار الجيل الماضي كانت اسرع في البلدان العربية من اي بلدان اخري في العالم كله ' .
وينقل اجنتيوس عن تقرير ' كتاب حقائق العالم ' التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ان معدل الخصوبة في البلدان المسلمة اعلي قليلا مما يذكر باحث انتربرايز , لكنها بشكل عام اقل مما هو عليه ببلدان جنوب الصحراء الكبري وبلدان امريكا اللاتينة وآسيا.
وبالاضافة الي تراجع معدل الخصوبة تحدث ابرستادت عن الابتعاد عن الزواج او تاخر سن الزواج , واشار الي ان معدل الطلاق يرتفع في العالم كله وخاصة اوروبا. ورغم ان معدل الزواج في العالم العربي اعلي , لكن الطلاق سريع , ويقول الباحث : ' ثمة شيء كبير يحدث , لكن لا احد يلاحظ , حتي داخل العالم العربي نفسه ' .
ويعلق اجينتوس مشيرا الي ان هذه الدراسات تلفت الي ان الاتجاهات الديموغرافية الكبيرة التي تشكل العالم باتت غامضة وغالبا ما يتم اغفالها. فعلي الرغم من ان العالم العربي يشهد انخفاض اعداد الشباب الذي اجج الانتفاضات الشعبية في مصر وتونس وغيرها , لكن كما تلفت هذه الدراسة , فان ما سيحدث في المستقبل وبالتحديد ما يخص الجيل القادم يشير الي احتمال تراجع عدد الشباب مقابل زيادة عدد العجائز.
ويخلص ابرستادت الي القول ان الدول العربية تكافح ضد ما يسمي ' هزة شبابية ' . لكن المعضلة القادمة تتمثل في كيفية عمل هذه المجتمعات علي سد احتياجات سكانها العجائز في ظل مستويات دخول منخفضة نسبيا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق