واتي الغاء اجتماع الجبهة الذي كان مقررا له ظهر اليوم بمقر حزب المصريين الاحرار , ومخصصا لحسم الموقف النهائي من مبادرة حزب النور و الحوار الوطني المتوقع انطلاقه نهاية الاسبوع الحالي بعد تاجيل الاربعاء الماضي , كاشفا لحدة هذا الانقسام , وعدم الرغبة لاظهاره للعلن.
بدا ذلك في تصريحات الناطق الاعلامي باسم الجبهة خالد داود , الذي اكد تاجيل الاجتماع لاجل غير مسمي , مبررا ذلك بسرعة الاحداث السياسية , دون الاشارة للاجتماع الثلاثي.
فالجبهة كمظلة للمعارضة السياسية , تواجه بتحديات عديدة في مقدمتها التنسيق و الاجماع السياسيين ورغبة البعض في ان تكون كل حركة سياسية موضع توافق سياسي داخلي قبل الانطلاق بها , في حين يري البعض وتحديدا البرادعي ان ضرورة العمل ضمن آلية محدودة وصغيرة من اجل بلورة توافق سياسي , علي ان يتم توسيع اطرها لتجنب الخلاف. الا اللقاء الثلاثي اتي ليزيد من حدة الخلاف المكتوم داخلها , و خطورته لكونه تزامن مع تراشق اعلامي بين حزب المؤتمر و التيار الشعبي علي ارضية شعور رئيس الاول عمرو موسي بان حمدين صباحي يقود توجها داخل الجبهة لاستبعاده منها , بحجة انه من الفلول.
وثمة انتقاد وجهه محمد البدرشيني مساعد رئيس الحزب , للصباحي بشكل مباشر , لكونه لم يعمل علي احتواء الاصوات الشبابية داخل التيار الشعبي التي تنادي باخراج المؤتمر وموسي من الجبهة , ما يعني حسب وصفه اقرارا منه بهذا المسعي.
وتذكرنا تلك الازمة , بمثيلتها التي نشات قبل شهرين حينما قاد بعض شباب الجبهة حملة مماثلة لاخراج البدوي وحزب الوفد من الجبهة تحت نفس الحجة , الا انه تم احتواؤها.
والقضية هنا تجاوزت اتهام التيار الاسلامي باثارة شائعات الخلاف داخل الجبهة للتاثير علي تماسك ووحدة الجبهة في لعبة الشائعات المتبادلة بين التيارين , رغم ان البعض يمكن ان ينظر لافشاء الكتاتني للقاء ضمن هذا السياق , رغم ان مصادر مقربة منه اعتبرت ان الاعلان اتي كمحاولة لفتح نافذة امل سياسية بقرب التوصل لتوافق سياسي مجتمعي حول القضايا الخلافية. الامر الذي عكس نفسه في ترحيب كل القوي السياسية باللقاء سواء داخل التيار الاسلامي او حتي الليبرالي , رغم ادعاء كل منها انه ثمرة من ثمار مبادرته السياسية للخروج من الازمة , كما فعل حزبا النور ومصر القوية.
مؤخرا بدت مشكلة التنسيق السياسي داخل الجبهة واضحة في المبادرات الاحادية الجانب التي طرحها بعض رموز الجبهة للخروج من الازمة الراهنة كمبادرتي البرادعي وموسي. فهاتان المبادرتان خرجتا منفردتين دون مناقشتهما داخل الجبهة , اضف لذلك المبادرة الاقتصادية التي طرحها موسي نفسه. كما ان قراري المشاركة في مبادرة الشباب الوطني مع شيخ الازهر الاخير و الخروج منها بشكل سريع , لم تناقشا بشكل جاد داخل اروقة الجبهة.
بخلاف قضية التنسيق الداخلي , هناك لغم سياسي مستقبلي آخر يواجه الجبهة , قد يهدد بتفجيرها , حصة الاحزاب بقوائم انتخابات مجلس النواب القادمة. اذ طالبت احزاب : الوفد و المصري الديمقراطي و المصريين الاحرار , و المؤتمر , بالنسبة الاكبر في ترتيب تلك القوائم الانتخابية , لكي يعطوا المراكز الاولي فيها , لكونها القوي الاقدر حسب وصفها , علي ادارة الحملات الانتخابية و الانفاق علي الدعاية بالاضافة لانتشار مقارها بمعظم الدوائر , وايضا الثقل السياسي لتلك الاحزاب داخل الشارع , كما بدا في انتخابات مجلس الشعب الاخيرة. الامر الذي تسبب بغضب شديد لدي بقية الاحزاب التي تشكل الجبهة وتحديدا الدستور ومصر الحرية و التحالف الشعبي و الكرامة و الناصري.
ويقرر قادة الجبهة بشكل غير معلن بوجود خلافات حقيقية داخل الجبهة حول معايير اختيار القوائم ونسبة كل حزب داخلها , معتبرين ذلك من طبائع الامور داخل الائتلاف السياسية الموسعة مثل الجبهة. واختيار ' لجنة حكماء ' , اتي لحل مثل هذه الخلافات , التي انتهت ان الجبهة سوف تنزل الانتخابات حول الموافقة علي الدخول فيه بقائمة موحدة , وحال الخلاف حول حصة الاحزاب سوف تنزل بقائمين يحظيان بنفس الدعم و التاييد و التمويل من قبل الجبهة دون تفرقة.
اثارة شباب التيار الشعبي لمسالة بقاء حزب المؤتمر بالجبهة , تحمل في طياتها ازمة اعمق متعلقة بآلية النفوذ وصنع القرار داخلها. وان حسمت مؤقتا لصالح اعطاء ائتلاف شباب الجبهة سلطة تسيير العمل الجماهيري داخل الشارع دون تدخل من شيوخ الجبهة , الا ان هؤلاء يطمحون في التاثير علي قرار الجبهة السياسي , ما بدا انه صراع اجيال , اقر به عبد الغفار شكر القيادي بالجبهة زعيم حزب التحالف الاشتراكي قائلا : ان صراع الاجيال موجود داخل كل الاحزاب سواء الاحزاب الاشتراكية او الليبرالية اما الاحزاب الاسلامية فشبابها يؤمن بقاعدة ' السمع و الطاعة ' , فلا نسمع عن خلافاتهم شيئا.
واضاف ان احزاب : الدستور و المصري الديمقراطي و التحالف الشعبي الاشتراكي و التيار الشعبي وحزب التجمع , لديها كلها صراع اجيال , وهذا ينعكس بالطبع علي الجبهة , مشيرا الي ان هناك جزءا من شباب هذه الاحزاب الاعضاء بالجبهة غير راض عن اداء قيادة الجبهة وسلوكها السياسي , وهذا من قبيل صراع الاجيال. مؤكدا ان شباب الجبهة يمثلون الآن عنصرا ضاغطا علي قيادة الجبهة وشيوخها من اجل سرعة تطوير ادائها السياسي حتي لا تفقد الشارع. الا انه اعتبر في النهاية ان هذا الخلاف ظاهرة صحية وايجابية للجبهة وليس سلبا كما يعتقد البعض . فالشباب ينتهجون نهجا ثوريا ويعتبرون ان القيادات يتسم اداؤها بالطابع المحافظ سياسيا , الا ان هذا الصراع لا يمكن حسب توصيفه ان يؤدي لانهيار الجبهة , بل هو عامل ايجابي لتطوير اداء الجبهة و الاقتراب من وجهة نظر الشباب.
اعلن اتحاد ' حماة الثورة ' , عن صحة توجيه الدعوة له من اطراف حاكمة تنتمي للنظام , معلنا ان الحوار مرفوض تماما , ولن يلبي الدعوة لاي حوار يخص مؤسسة الرئاسة او حزبها , موضحا غضبه واستيائه الشديد من ذهاب رئيس حزب الوفد , الدكتور ' السيد البدوي شحاتة ' _القيادي بجبهة الانقاذ_ ودكتور ' محمد البرادعي ' _رئيس حزب الدستور_.
واعلن الاتحاد . عن غضبه الشديد من ذهاب فصيل المعارضة , للتحاور مع رئيس حزب الحرية و العدالة , مشيرا الي انه سيكون هناك اجتماعا طارئا للقوي الثورية . بخصوص هذا الشان.
وقال الاتحاد : ' ان الحل الاقرب الذي ستخرج به القوي الثورية , هو عدم الاعتماد علي جبهة الانقاذ الوطني , كجبهة معارضة بعدما ذهبت قياداتها للحوار مع من تلطخت ايديهم بدماء الشعب المصري ' .
وقال الاتحاد : ' كيف ننزل ضد جماعة الاخوان ويموت منّا الكثير ويصاب منّا الكثير ويعتقل منّا الكثير , وتجليس قيادات الجبهة مع الحزب الحاكم , اننا دافعنا عن جبهة الانقاذ بقوة , وتصدينا لكل من ارادوا تشويه الجبهة , ولكن ما قامت به قيادات الجبهة يذكرنا بموقف النخبة السياسية , التي كانت تجتمع مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة , وقامت بتضليل الشعب المصري عن ما كان يحدث وساهمت بشكل كبير في تسليم البلاد لجماعة الاخوان المسلمين ' .
وصرح ' محمد رمضان ' _الامين العام لاتحاد حماة الثورة_ ' لن نقبل بما حدث لان ما حدث احبطنا جميعا , وما قامت بها قيادات جبهة الانقاذ شيء مؤسف , كيف تجلس مع من يقتلوننا ويستخدمون مليشياتهم لقمعنا وسحلنا في شوارع مصر ' , وقال : ' انني اليوم اعلنها وبوضوح , ان جبهة الانقاذ تلاعبت بنا كثوار , وتراقصت علي دمائنا ونرفض هذا تماما ' , وقال رمضان : ' اننا رفضنا دعوة الحوار مع الرئاسة , وفيصلها احتراما لدماء الشهداء , ولكن من الواضح ان من كنا نستامنهم هم اصحاب مصالح شخصية فقط , وليس لديهم الاحساس بما يعاني منه شباب الثورة ' .
وقال رمضان : ' الرئاسة دست لجبهة الانقاذ السم في العسل , بوجود حزب النور مع جبهة الانقاذ ' , وقال ' من الافضل لنا حاليا , ان نبتعد عن المشهد السياسي , بعد تآمر المعارضة مع النظام و الحوارات , التي تجري بينهم التي قسمت ظهر الثورة ' .
وقال رمضان : ' اننا كقوي ثورية , نرفض تكرار السيناريو الذي قامت به النخبة السياسية مع المجلس العسكري , واطاحت بهوية الدولة لتذهب مصر لجماعة الاخوان المسلمين , ونري مزيدا من الدماء بفضل تضليل النخبة للشعب , وتهميشها شباب الثورة , فكانت النتيجة هي دماء شعب علي اسفلت مصر ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق