الصحافة الغربية تكشف فضائح بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر أحمد منصور



' بعد ان فحصت ضميري امام الله تيقنت بان قوتي وتقدمي في السن اصبحا غير ملائمين لممارسة منصب الوزارة البطرسية , كما ان عالم اليوم يخضع لتغيرات سريعة وتحركه مسائل لها اهمية كبيرة لحياة الايمان لهذا اعلن تنازلي عن منصب اسقف روما ' .

يبدو ان نص الاستقالة هذا الذي قدمه البابا بنديكت السادس عشر , بابا الكنيسة الكاثوليكية , الي مجلس الكرادلة في جلسة استثنائية عقدها في الاسبوع الماضي لم يكن مقنعا لاحد , فهذه هي المرة الاولي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التي يتقدم فيها البابا باستقالته منذ قيام البابا شيليستينو الخامس بتقديم استقالته قبل ستمائة عام في ظروف مختلفة كثيرة عن ظروف اليوم , ففي مقابلة اجرتها ' الجزيرة نت ' مع دانييلي مينوتسي , استاذ التاريخ في جامعة الدراسات العليا في مدينة بيتزا الايطالية , حول ظروف هذه الاستقالة قال ' ان هناك مشاكل كثيرة هي التي دفعت البابا للاستقالة منها فضائح الفساد و الاعتداءات الجنسية و الصراع علي السلطة و الخلافات حول عقيدة الايمان ' , وفي راي آخر قال ماركو فينتورا , استاذ القانون و الدين في جامعة ليوفان في بلجيكا : ' ان المشكلة الحقيقية لدي البابا هي الصراع من اجل الدين في عالم علماني سريع التغيرات , فالبابا ضحية مثل باقي القيادات الدينية للتغيرات السريعة ' , اما صحيفة ' واشنطن بوست ' فقد قالت في تقرير مطول ذكرت فيه قصص استقالات الباباوات الاربعة علي مدار الالف عام الماضية ' ان استقالة بنديكت السادس عشر هي الاكثر غرابة من بين كل الاستقالات القليلة التي بلغ مجموعها اربعا فقط طيلة الاعوام الالف الماضية ' .

اما صحيفة ' الديلي تلجراف ' البريطانية فقد اجابت عن سؤال عما اذا كانت فترة رئاسة البابا للكنيسة التي بدات في عام 2005 ناجحة؟ فقالت : ليس هناك اشارة واحدة تحكم علي ان فترة رئاسته كانت ناجحة , فالرجل الذي لخص افكاره حينما تولي امر الكنيسة في اربع نقاط هي : عمل الخير و الامل و العدالة الاجتماعية و الايمان , لم ينجح في تحقيق اي منها طيلة ثماني سنوات , اما صحيفة ' الجارديان ' فقد وصفت استقالة البابا المفاجئة بانها كانت صدمة , وارجعت ذلك الي انها لم يحدث مثلها في القرون الاخيرة , فالباباوات عادة ما يتولون مهام الكنيسة وهم كبار في السن لكنهم عادة ما يبقون في مناصبهم حتي وفاتهم , ومن ثم فهناك قصة خفية لهذا الامر ربما لن تعرف ابدا.

وقد اعتبرت الصحيفة فترة بنديكت السادس عشر امتدادا لفترة يوحنا بولس الثاني الذي بقي راعيا للكنيسة سبعة وعشرين عاما , ومن اهم العيوب التي وقع فيها بنديكت السادس عشر وكانت امتدادا لمن قبله فشله في اعادة النظر في المذاهب الاخلاقية وموقفها الثابت من الشذوذ الجنسي و العزوبية و الاجهاض وتحديد النسل , وهذا من اهم اسباب الاختلاف بين كبار رجال الدين و العلمانيين في الغرب , وهذا ما دفع المجتمعات الاوروبية الكاثوليكية في امريكا الشمالية وشمال اوروبا الي التمرد علي الكنيسة او تغادرها او تبقي مكانها ولا تطيع ما ياتي من روما , ومن اكثر العيوب التي وقعت فيها الكنيسة في الغرب هو اعراض الاوروبيين و الامريكيين عن تولي شئون الكهنوت داخل الكنيسة مما ادي الي جلب قساوسة الي امريكا و الغرب من اصول آسيوية وافريقية ليتولوا امر الكهنوت في هذه الدول رغم كل الفوارق الاجتماعية و الثقافية بين المجتمعات التي جاءوا منها و المجتمعات الغربية , مما ادي الي ازمات كبيرة داخل الكنيسة.

اما صحيفة ' الاندبندنت ' البريطانية فقد قدمت قراءة اكثر عمقا حينما قالت ان بنديكت السادس عشر ادي لانقسام الكنيسة الكاثوليكية خلال فترة رئاسته لها , وان استقالته ربما تعيد لحمة الكنيسة مرة اخري لان البابوية مثلت ثقلا كبيرا علي كاهله لم يستطِع القيام بمسئولياته وربما تجد الكنيسة من يخدمها بشكل اكبر بعد رحيله , لكن اكثر الصحف تناولا للموضوع كانت الصحف الالمانية و الايطالية ايضا علي اعتبار ان البابا الماني الاصل , فقد التحق بحركة شباب هتلر خلال فترة مراهقته , لذلك اعتنق المذهبية المحافظة حينما دخل السلك الكهنوتي , لكن الفضائح لاحقته من اول يوم دخل فيه الي المقر البابوي في روما بدءا من الشذوذ الجنسي الي الفضائح المالية و الصراع داخل الكنيسة. ' نكمل غدا ' ( سوف ننشر المقال يوم غد على حديث العرب )

ليست هناك تعليقات :